كشف رئيس جمعية قدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية المجاهد مسعود توابتي أمس الثلاثاء بالجزائر العاصمة أن جمعيته تملك (وثائق هامّة ودسمة) عن ثورة التحرير يعود عمرها إلى 65 سنة مضت ولم يستغلّ منها سوى 10 بالمائة، وتأسّف لعدم (اهتمام) الكتّاب والمؤرّخين بصفة كبيرة بكتابة التاريخ الوطني، موضّحا أن جمعيته تحوز وثائق تاريخية من شأنها أن تساعد على ذلك بشكل كبير. أكّد توابتي أن جمعية قدماء الكشافة الإسلامية تسعى منذ أكثر من خمس سنوات إلى جمع الوثائق لتدوين والحفاظ على كتابة التاريخ الجزائري الكشفي خاصّة والتعريف به للأجيال الصاعدة، مضيفا أن الهدف الأساسي هو تحقيق التنشئة الاجتماعية. واستهلّ الندوة المجاهد ورئيس الجمعية مسعود توابتي كلامه بمدى مساهمة الكشافة في توقيد شرارة الفاتح نوفمبر والأبطال العظماء الذين تخرّجوا من هذا الرّحم الكشفي، على غرار ديدوش مراد، العربي بن مهيدي، محمد بلوزداد، إلياس دريش وغيرهم لا يسعنا إحصاء الكمّ الكبير من الشهداء الذين كانوا سلاح الثورة الأوّل، على حد تعبيره. ومن جهته، قدّم القائد العام لجمعية قدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية مصطفى سعدون خلال الندوة الصحفية التي نشّطها أمس بمقرّ جمعية قدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية الكائن بساحة الشهداء بالعاصمة رفقة المجاهد مسعود توابتي رئيس الجمعية، حيث كانت هذه الندوة مزيجا بين تاريخ وماضي وحاضر الحركة الكشفية بمختلف نشاطاتها ومساهماتها في بناء النضال الوطني. وقال قائد الجمعية مصطفى سعدون إن معظم ولايات الوطن ستعرف نشاطات مماثلة كولاية بشار، والتي سيقوم أفراد المحافظة الولائية لجمعية قدماء الكشافة بعرض أفلام تاريخية ثورية عبر محطات عرض متنقّلة تجوب كلّ الأحياء والمناطق النّائية بالولاية في مدّة أسبوعين. كما استعرض القائد جملة من النشاطات التي ستميّز الذكرى ال 59 لاندلاع الثورة الجزائرية المجيدة عبر كامل التراب الوطني ومن أهمّها المحاضرة (التاريخية)، على حد تعبيره، التي ستقام غدا الخميس بالمركز الثقافي (عزّ الدين مجوبي) بالعاصمة من إلقاء البروفيسور يوسف فاتس دكتور محاضر بجامعة باريس بفرنسا. حيث أن هذا البروفيسور له العديد من البحوث والكتابات حول تاريخ الحركة الكشفية والفرق الرياضية، وسيكون عنوان المحاضرة (مساهمة الكشافة الإسلامية والفرق الرياضية في ثورة الفاتح نوفمبر). وفي ذات الشأن أفاد سعدون بأنه سيقوم فوج (أورير أوزمور) بولاية بتيزي وزو بتنظيم الطبعة الثالثة للمهرجان الوطني للأنشودة الوطنية والثورية بمشاركة عدد من الأفواج الكشفية والفرق الوطنية. هذا بالإضافة إلى النشاطات المعتادة كالمسيرات الكشفية والمعارض الثورية والمحاضرات التي ستشهد كلّ من ولاية سيدي بلعباس، معسكر، تيارت، تمنراست، الوادي، غرداية، غليزان، المدية، بجاية، الجلفة، الشلف، سطيف وغيرها أعمالا مماثلة، مشيرا إلى أنه تمّ تمثيل جمعية قدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية للجزائر في مؤتمر الشباب الدولي حول (شباب السلام) المنعقد في المنامة-البحرين من 21 إلى 23 سبتمبر الفارط بالتنسيق مع هيئة الأمم المتّحدة، حيث شارك القائد أنيس أيلول، معتبرا الجمعية من أنشط الجمعيات الوطنية، حيث تضمّ في صفوفها أكثر من 20 ألف منخرط يتوزّعون عبر أكثر من 400 فوج كشفي يمثلون 40 ولاية. وبخصوص اللقاء الذي سينظّم يوم الخميس صرّح عميد جمعية قدماء الكشافة الإسلامية على هامش الندوة ل (أخبار اليوم) رشيد طوبيش بأن هذا اللقاء المزمع تنظيمه بالقاعة الثقافية (عزّ الدين مجوبي) يوم الخميس يعدّ ذوا أهمّية كبيرة وفائدة بالنّسبة للجزائريين ولتاريخ الجزائر، قائلا: (هذه المحاضرة تحمل في طيّاتها قيمة كبيرة لأنها تتحدّث عن تاريخ الجزائر، وهو جدّ هامّ وقيّم لنا ولتاريخ المسار الكشفي الرياضي آنذاك، وما يكتبه فاتس يوسف شيء قيّم يظهر حبّه للجزائر)، مردفا أن الكشافة الإسلامية أيّام الثورة الجزائرية قامت بتوعية الشباب الجزائري وألمّت بعدّة سياسيين كانوا فتيل الثورة المجيدة، ومن هذا المنطلق نعلم أن الكشافة الإسلامية التي كانت في بادئ الأمر رياضية هي في الأساس التي أنجبت مناضلين ثوريين حرّروا الوطن.