خبز (الفوغاس) هو خبز تقليدي محض يجمع بين الملوحة والحلاوة بالنظر إلى استعمال الملح في تحضيره إلى جانب كمية قليلة من السكر لإضفاء نكهة خاصة على الخبز، من دون أن ننسى بعض الإضافات الأخرى التي يحبذ الخبازون خلطها مع عجينة تحضير خبز الفوغاس على غرار الزيتون وحتى الأنشوا والجبن...، وعلى الرغم من ترعرع أجيال بذلك الخبز التقليدي نجد أن أجيال اليوم لا تعرف خبز الفوغاس بسبب اندثاره من المخابز، ولم تتمسك بالإرث سوى مخابز قليلة تعد على الأصابع تقع بنواحي بلكور العتيق وباب الوادي كنواحٍ شعبية أبت المحافظة على كل ما هو عريق. حافظت تلك المخابز على أذواق المدمنين على أكل خبز الفوغاس بالنظر إلى السنوات الطويلة التي صنع فيها الخبز الحدث وذاع صيته بين المستهلكين لفترة خصوصا في فترات الاحتلال فجذوره تعود إلى المعمر الفرنسي، بحيث تعرف أجيال الأمس الخبز معرفة واسعة لكن نجد أن أجيال اليوم تجهل ذلك الخبز على الرغم من أن التسمية بقت راسخة في أذهان الكبار ولا تتجاوز معرفة الصغار به إلا من خلال سماع اسمه من طرف الأبوين أو الجد أو الجدة داخل البيت أثناء الحديث عنه. ذلك ما رصدناه على أفواه البعض وعمدنا اختيار الكبار والصغار في جمع بعض الآراء عن ذلك الخبز ذو النكهة الخاصة، الشاب عماد يقول إنه يسمع تلك التسمية لكن لم يتذوق ولو لمرة ذلك الخبز الذي يجمع أغلبية الناس على أنه ذو نكهة رائعة ما أدى إلى إدمان البعض عليه في الماضي منهما والداه اللذان لم تعد تروقهما الأنواع المنتشرة الآن، والتي لا تضاهي خبز زمان على حسب رأيهم، وختم بالقول أنه سيعمد الذهاب إلى باب الوادي لاقتناء ذلك الخبز وتذوقه، وعن الشكل أجاب أنه دائري ومصفر العجينة على حسب ما أعلمه والداه. أما الخالة وردية فما إن طرحنا عليها الموضوع حتى راحت تقول ( أين هو خبز زمان الذي تشم رائحته من بعيد ويعطر بماء الزهور وحبة الحلاوة والسنوج مما يضفي عليه رائحة زكية)، وعن خبز الفوغاس قالت إنها تربت عليه وكان أبوها في الماضي يجلبه من منطقة بلكور التي كانت تكثر فيها محلات تحضر الخبز بطريقة جيدة، لتضيف أن خبز الفوغاس غاب وسط الأنواع العديدة اليوم التي رأت أنها لا تضاهيه كونه خبزا حظي بالاهتمام لعقود من الزمن، وكان الأول على الموائد الجزائرية خلال المناسبات وحتى في الأيام العادية. ولازالت بعض المحلات ببعض المناطق الشعبية العريقة تحضر خبز الفوغاس ليحج إليها بعض المدمنين على ذلك الخبز التقليدي الرائع على غرار منطقة باب الوادي وكذا بلكور العتيق، ولم يعد يعرف حضورا مكثفا كما كان في الماضي بالنظر إلى استحواذ أنواع أخرى من الخبز والتي يشتكي الكثيرون من رداءتها بالنظر إلى الغش الممارس في وزن الخبز وحتى في مكوناته مما جعل الكثيرين يتجهون إلى تحضير الخبز بالبيت. وحسب دراسات في تاريخ أنواع الخبز فإن الفوغاس خبز ريفي أوروبي، يعود أصل تسميته إلى اللغة اللاتينية (بانيس فوكاسييس) وتعني الخبز المبّسط ، ثم عرف باسم (فواس) التي تحوّلت إلى الاسم الحالي فوغاس، وكان يباع في مخابز خاصة، ويطهى في أفران تقليدية. وهو خبز مبسط، بيضوي الشكل وليس دائريا، كما يعتقد الكثيرون، كما يستعمل كغذاء كامل لاحتوائه على مكونات أشبه بمكونات البيتزا حاليا، كالزيتون والسمك المملح (آنشوا) والجبن... والتي كانت تخلط مع العجين ولا تستعمل كمواد للتزيين كما في البيتزا.