أكد وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة أمس الأحد بالجزائر العاصمة أن مواقف الجزائر إزاء قضية الصحراء الغربية (ثابتة وصارمة)، في رد ضمني على الحملة البائسة التي تشنها دوائر مغربية ضد الجزائر، بدعوى مساندة الجزائر للبوليزاريو. ذكر السيد لعمامرة خلال ندوة صحفية نشطها مع وزير الاتصال عبد القادر مساهل أن (مواقف الجزائر ثابتة وصارمة ونحن نميز بوضوح بين مسألة الصحراء الغربية التي تندرج في إطار تصفية الاستعمار وهي على طاولة الأممالمتحدة وبين علاقاتنا الثنائية مع المغرب)، كما أكد أنه في العلاقات الثنائية (الجزائرية المغربية) (هناك اتفاقات وقواعد سير مكتوبة أو ضمنية سواء كانت خاضعة للقانون أو لتاريخنا المشترك لا يجب انتهاكها). وأضاف السيد مساهل في ذات السياق أن انتهاك هذه الاتفاقات وقواعد السير قد يدل على (فقر أخلاقي لأولئك الذين يتجاوزون هذا النوع من المرجعيات التاريخية). من جهة أخرى، أكد وزير الخارجية أن المبادلات الاقتصادية بين الجزائروالولاياتالمتحدةالأمريكية هي الأعلى من تلك المسجلة بين هذه الأخيرة و دول شمال إفريقيا مجتمعة. وقال لعمامرة إن العلاقات الجزائرية-الأمريكية (قوية وفي تطور مستمر)، مبرزا أن حجم المبادلات الاقتصادية بين البلدين يمثل اليوم "حجم أكبر ومستوى أعلى من المبادلات الاقتصادية بين الولاياتالمتحدة ودول شمال إفريقيا مجتمعة المغرب وتونس ومصر وليبيا)، وأضاف في هذا الشأن أن حجم هذه المبادلات (قوي ومؤهل للتطور والتوسع الى مجالات أخرى). أما بخصوص العلاقات السياسية والاستراتيجية التي تجمع البلدين فقد شهدت -حسب الوزير- (تطورا وتعمقا إذ لم تعد اليوم تقتصرعلى مكافحة الإرهاب بل توسعت إلى مسائل استراتيجية تخص حوض البحر المتوسط والشرق الأوسط و القارة الافريقية ومنطقة الساحل بطبيعة الحال)، وأشار إلى أن المصالح المشتركة بين البلدين سواء كانت (اقتصادية أو استراتيجية أو أمنية) أصبحت (كبيرة متنوعة)، لافتا الى أن هذه المصالح تعتبر بحد ذاتها (عامل مهم للتشاور والتتنسيق واللقاءات). في هذا الصدد، ذكر السيد لعمامرة بأن الحوار الاستراتيجي الجزائري-الأمريكي (كان قد انطلق السنة الماضية بواشنطن وقد تقرر من خلال المشاورات أن توضع دورته الثانية تحت الإشراف المباشر لوزيري خارجية البلدين)، وأشار في هذا الشأن بأن هذا الاجراء (يعكس اعتقاد الجانبين بأن لهذا الحوار الاستراتيجي مغزى كبير)، وأنه (واعد) بخصوص (نتائجه على كافة المسائل المطروحة للنقاش). وردا على سؤال لأحد الصحفيين حول تأجيل كاتب الدولة للخارجية جون كيري زيارته للجزائر أكد السيد لعمامرة أن هذا الأخير (بادر باتصال هاتفي لشرح موقف تأجيل زيارته)، وتابع في هذا الصدد أنه (كان بالأمكان أن يعقد اللقاء الخاص بالحوار الاستراتيجي على مستوى دون وزيري الخارجية، غير أن رغبة الجانبين في الحفاظ على هذا المستوى هي التي دفعت بأن يتصل الطرفان من أجل تحديد موعد جديد خلال الأسابيع القليلة المقبلة). وأوضح وزير الشؤون الخارجية بأن الولاياتالمتحدة (تعرف مواقف الجزائر بشأن كافة القضايا المطروحة وتحترم رأيها وترغب في الحصول على آراء الدولة الجزائرية بخصوص عدد كبير من الملفات الدولية). من جهة أخرى، استقبل وزير الخارجية السيد باه كيتا الذي سلمه نسخا من أوراق اعتماده ممثلا لمنظمة الصحة العالمية بالجزائر، حسب ما أشار اليه اليوم الأحد بيان لوزارة الشؤون الخارجية.