كشفت الكميات المعتبرة من الأمطار التي تساقطت خلال الأيام الأخيرة عيوب التهيئة بعاصمة ولاية المسيلة سيما تدهور الطرقات واهتراء بعض شبكات الصرف الصحي، ففي عاصمة الولاية وبالضبط على مستوى حي وعواع المداني وبعض الطرق الرئيسية تركت السيول حفرة عميقة في وسط الطريق عطلت بشكل واضح حركة المرور به، وتركت تساؤلا كبيرا عن جدوى مشاريع التهيئة التي قامت بها السلطات المحلية. فريد. ر مدينة المسيلة وجل أحياء البلديات أضحت شوارعها تسبح في برك مائية يستحيل في الكثير من الحالات على قاطني أحياء الولاية الالتحاق بمنازلهم في ظروف عادية، نظرا للعراقيل العديدة التي تقف أمامهم، لتكشف بذلك هذه الأمطار المستور وتسدل الستار على سياسة البريكولاج التي ينتهجها المسؤولون المحليون في إنجاز مشاريع التهيئة التي صرفت عليها الملايير لكن دون نتيجة تذكر، كما عبر المواطنون أنه من الصعب اليوم عليهم أن يستعملوا أرصفة الطرقات الداخلية لبلديات الولاية، فالبرغم من المدة القصيرة التي مضت على إعادة ترميمها، إلا أنها أضحت أماكن تشكل البرك المائية، هذا الوضع يعكس فعلا النتائج السلبية للمشاريع المنجزة والناجمة أساسا عن غياب الإرادة الفعلية لمسؤولي الولاية وكذا غياب الرقابة الميدانية التي من شأنها أن تضمن إنجاز المشاريع وفق الدراسات والمعايير المعمول بها عالميا، نفس المشهد ينطبق على باقي معظم أحياء مقر عاصمة الولاية كالأحياء الواقعة بضواحي قرفالة، البساتين، جنان الكبير، وسيدي عمارة، وكذا باقي مختلف المدن الأخرى خاصة على مستوى أحياء مدن عين الملح، مقرة، حمام الضلعة وسيدي عيسى، فقد اشتكى العديد من السكان المتضررين من هذه السيول على مستوى أحيائهم، خاصة التي مسّت شبكة الصرف الصحي القديمة التي لم تجدد بعد. ومن جهة أخرى طرح السكان مشكل البالوعات، فأغلبها المتواجد بأحياء المدينة شهد تجمع مياه الأمطار بعد الزخات الأولى التي تساقطت على المنطقة، حيث فاضت هذه البالوعات ومجاري المياه جراء الأمطار المصحوبة بالأتربة، نظرا لعدم مباشرة المصالح البلدية لعملية تنقية البالوعات ضمن البرنامج المقرر مع نهاية كل فصل صيف، كما أن القطرات الأولى المتساقطة كشفت عن وجود ترسبات وتراكمات كبيرة للأتربة على مستوى البالوعات بمختلف الأحجام نتيجة عدم تنقيتها من قبل المصالح المختصة، الأمر الذي تسبب في غرق الطرق في المياه ما شكل عائقا كبيرا أمام أصحاب المركبات وكذا الراجلين على حد سواء.