مع تهاطل الأمطار على مستوى ولاية الجزائر وكل ولايات الوطن، تتكشف للعيان سياسية الاهمال واللامبالاة التي تنتهجها السلطات المحلية والمسؤولون المحليون في تسيير وإعادة تهيئة شبكة الطرقات وشبكات الصرف الصحي والمجاري المائية ببلدياتهم. يحدث هذا في الوقت الذي تخصص فيه ميزانيات ضخمة من أجل إعادة تهيئة شبكة الطرقات بالعاصمة وتنصيب قنوات الصرف الصحي والبالوعات التي من شأنها أن تحمي من حدوث فياضانات فور تهاطل الأمطار. ففي بلديات براقي وجسر قسنطينة، فبعد أيام قليلة من تساقط الأمطار على الولايات الداخلية والساحلية للوطن، حيث مازال أثر فيضان البالوعات وانسداد المجاري المائية موجودا لحد الساعة، كما لاحظنا عيوبا كبيرة مترتبة عن العمليات السطحية التي يتبعها المسؤولون في إنجاز مشاريع إعادة تهيئة الطرق وتنصيب البالوعات والمجاري المائية. وفي هذا الصدد، تعمل بلدية براقي على إعادة تهيئة عدد من الأحياء من بينها المرجة والطويلب الذي لم تمسه التهيئة منذ سنوات، حيث تعرف المجاري المائية والبالوعات بهذا الحي حالة من الانسداد لا مثيل لها، مما أدى إلى وقوع مشاكل كبيرة أثناء تساقط الأمطار مؤخرا نتيجة تراكم كميات كبيرة من مياه الأمطار والتي لم تجد ملجأ لها سوى التجمع في الأرصفة والطرقات، مما أدى إلى عرقلة حركة المرور والراجلين على حد سواء والذين يحاولون في كل مرة اجتياز البرك المائية الموجودة بفعل الاهتراءات التي تظهر فور تساقط الأمطار. ومن جهة أخرى، فقد رصدت بلدية جسر قسنطينة غلافا ماليا لتعبيد الطرقات وصيانة المجاري المائية وتنقية البالوعات على مستوى حي 392 مسكن وحي سونالغاز، هذا الأخير الذي بدأت الأشغال به، حسب أحد المسؤولين بالبلدية، اضافة إلى حي 1074 مسكن الذي عاش سكانه ليلة كارثية، الأسبوع الماضي، بعدما غمرت مياه الأمطار مساكنهم القريبة من المجاري المائية والبالوعات والتي كانت، حسبهم، في حالة من الانسداد بفعل تراكم كميات كبيرة جدا من الأوساخ والأتربة والحجارة، إذ لم تجد سيول الأمطار المتساقطة ذلك اليوم مكانا تجري فيه وهو ما جعل المجاري المائية غير قادرة على إستيعاب كل تلك الكميات الكبيرة المتساقطة وهو ما دفع بها إلى إقتحام المنازل المتواجدة على مستوى واحد مع المجاري.