تعيش بلدية (سيدي داود) شرق ولاية بومرداس هذه الأيّام ظروفا قاهرة ومعاناة ليس لها مثيل، فالأمطار الأخيرة جعلتها تغرق في الأوحال والتنقّل يستلزم الأحذية البلاستيكية بسبب غياب مختلف أشكال التنمية، وهو ما حرم المناصرين ليلة أوّل أمس من الخروج إلى شوارع البلدية التي امتلأت بالأوحال للتعبير عن فرحتهم عقب تأهّل المنتخب الوطني إلى نهائيات كأس العالم بالبرازيل. ل. حمزة قال أمس سكان بلدية (سيدي داود) في حديثهم مع (أخبار اليوم) إنهم ضاقوا ذرعا بهذه الحالة التي تؤول إليها البلدية كلّما حلّ فصل الشتاء، أين تمتلئ البالوعات بالأوحال التي تجرفها المياه، ما يؤدّي بها إلى الانسداد لتتحوّل معظم الشوارع إلى برك مائية. كما لم يخف العديد من مناصري (الخضر) الذين التقينا بهم تذمّرهم وسخطهم الشديدين جرّاء الوضعية السيّئة التي آلت إليها أحياؤهم بعد أن أصيبت بحالة من التشوّه نظرا للكمّيات الهائلة من الأوحال التي امتزجت بمياه الأمطار المتساقطة وغطّت جميع الطرقات الثانوية المؤدّية إلى السكنات، ما جعلهم يقبعون في منازلهم مفوّتة عليهم نشوة الخروج إلى الشارع والاحتفال بتأهّل المنتخب الوطني مثلهم مثل أبناء البلديات الأخرى. وفي هذا الصدد أبدى بعض المواطنين استياءهم وتذمّرهم من الأوضاع التي آلت إليها طرقات بلديتهم، والتي صارت مليئة بالأوحال والبرك المائية، حيث تعجّبوا من هذه الظروف التي لم يتمّ معالجتها بالرغم من أنها مطروحة منذ سنوات طويلة. وحسب الحالة التي بدت عليها طرقات الكثير من أحياء بلدية (سيدي داود) فإن وضعيتها ترجع حتما إلى عدم استفادتها من أشغال التهيئة، حيث أن تضرّرها الكبير وتآكلها وتحفّرها تسبّب في تلك الفوضى الكبيرة والمشاكل المؤرّقة التي وقع فيها المواطنون المارّة. ويعدّ الحي المحاذي لمحطة نقل المسافرين واحدا من هذه الأحياء التي بدت عليها علامات ومظاهر التشوّه بمجرّد أن بدأت الأمطار في التساقط، إذ سرعان ما تجمّعت المياه وارتفع منسوبها فيما تشكّلت كمّيات هائلة من الأوحال، وهي الظروف نفسها التي عرفتها أغلب أحياء البلدية، سيّما تلك البعيدة عن مقرّها. وأكّد قاطنو البلدية أنه خلال كلّ موسم مطر تؤول حالة الأحياء إلى هذه الوضعية والسبب يرجع إلى الضعف المسجّل في المشاريع التنموية في مقدّمتها إصلاح الطرق وتهيئتها، حيث أن تهميشها أدّى إلى ظهور هذه الأوضاع المزرية. وعلى إثر مستوى التدهور الكبير الذي مسّ العديد من أحياء البلدية يناشد مواطنوها الجهات المعنية التدخّل من أجل إخضاعها لأشغال التعبيد والتزفيت بهدف القضاء على متاعب ومشاكل الأوحال التي تلحق بهم الكثير من الهموم بسبب الصعوبات والعراقيل التي يصطدمون بها كلّما تساقطت الأمطار، وهي الوضعية التي نغّصت حياة المواطنين. للإشارة، فقد شهدت البلدية الموسم الماضي فيضانات عديدة أتت على السكنات والمحاصيل الزراعية في الوقت الذي ما تزال فيه السلطات تكتفي بالمشاهدة.