بعد التغيير الكبير الذي جرى في السياسة التركية خلال السنوات العشر الأخيرة، وبعد انقطاع المجتمع التركي عن اللغة العربية أسهم في ذلك إصدار قوانين منعتْ تعليم اللغة العربية وتعلّمها على رغم حب الشعب التركي لهذه اللغة انطلاقًا من حبهم للقرآن الكريم، - وبحمد الله تعالى - واستفادة من المناخ السائد حاليًا في تركيا اليوم تعود اللغة العربية كلغة ثانية في المدارس الرسمية، حيث تم افتتاح المئات من المدارس الشرعية وكليات أصول الدين، بالإضافة إلى الكثير من المعاهد والمراكز الأهلية التي تنشط في تدريس اللغة العربية. هذا وقد سعت (أكاديمية اسطنبول) وكأكبر مركز لتعليم اللغة العربية في تركيا للنهوض بتعليم هذه اللغة وحرصًا على أن تكون الأكاديمية - بفضل الله - في المقدمة حاملة لواء تطوير تعليم اللغة العربية، ولأجل كل هذا دأبت الأكاديمية بالتعاون مع بعض الجمعيات والأوقاف الإسلامية وتحت رعاية المديرية العامة لشؤون التعليم الديني على تنظيم مسابقات سنوية في اللغة العربية تشمل الشعر والخطابة والإنشاد والمعلومات اللغوية... ويتنافس في هذه المسابقات عشرات الآلاف من طلبة ثانويات الأئمة والخطباء. وتجرى هذه المسابقات على مراحل، تبدأ بمسابقة داخل كل مدرسة على حدى، ثم بين مدارس المدن في المحافظات لتكون التصفيات النهائية بين الفائزين للمراحل السابقة. وتختتم فعاليات هذه المسابقات بحفل رسمي كبير تحت شعار (عرس اللغة العربية في تركيا)، ويحضر هذا العرس عدد من الأساتذة والعلماء وكبار الشخصيات في تركيا وممثلي الهيئات المدنية فضلا عن جمهورٍ غفيرٍ من الطلاب والمشجعين. ويذكر أن المسابقات الماضية تنافست فيها 492 مدرسة أي ما يقارب عشرة آلاف طالب وطالبة. وتميزت مسابقات السنة الماضية بزيادة عدد المدارس المشاركة حيث وصلت إلى 542 مدرسة؛ كما شاركت هذه السنة طلاب من دول إقليم البلقان هي: اليونان، بلغاريا، ألبانيا، كوسوفو، مقدونيا، البوسنة والهرسك، كرواتيا، صربيا، كاراداغ ورومانيا. وكان أكثر ما لفت الانتباه في مسابقة العام 2013م، هو تفوق الطلاب المسلمين الأجانب في قرض الشعر والأناشيد الدينية. كما يذكر أيضًا أن لجنة تحكيم المسابقات تضم -كعادتها - مجموعة من خيرة الأساتذة والخبراء في مجال تدريس اللغة العربية بمختلف تخصصاتها. هذا وتم حفل الختام خلال السنة الماضية في العشرين من ماي للعام المنصرم 2013م، وذلك في قاعةٍ وسعت لخمسة عشر ألف متفرج. وحظي الحفل الختامي بتغطية وسائل إعلام محلية ودولية.