ما إن تدق عقارب الساعة معلنة عن منتصف النهار حتى تتسابق أفواج من المواطنين نحو محلات الإطعام السريع، فالطقس البارد يفرض على الكل التزود بالوجبات الساخنة لاسيما العمال والطلبة الذين ابتعدوا عن الوجبات الباردة التي لا تتلاءم مع فصل الشتاء، وبذلك ظهرت محلات الإطعام عبر شوارع العاصمة وهي تكتظ بالزبائن الذين دفعتهم شدة الجوع إلى هناك، لكن يا ترى هل حافظت تلك المحلات على حفظ صحة المواطنين بتوفير شروط النظافة أم كان هدفها توسيع الأرباح والمداخيل باستقبال المئات من الزبائن في طقس شتوي بارد. نسيمة خباجة كثر الإقبال في هذه الآونة على المحلات التي توفر أطباقا ساخنة ومنها حتى التقليدية منها، فطبيعة الفصل تفرض ذلك الأمر بحيث شهدت اغلب المحلات اكتظاظا واسعا من مختلف الشرائح لاسيما الطلبة والعمال، فالولوج إلى المطاعم من اجل تناول وجبة الغذاء صار حتمية لا مفر منها من طرف البعض على الرغم من الغلاء الذي تعلنه بعض المطاعم والتي لا تخدم القدرة الشرائية للبعض، إلا أن ذلك لم يثن الزبائن على الاستمتاع بأذواق الأطعمة الساخنة هناك حسب ما يفرضه الطقس الشتوي البارد. بحيث تعرف شوارع العاصمة على غرار حسيبة بن بوعلي، وديدوش مراد وصولا إلى ساحة الشهداء حركية غير معهودة لاسيما في منتصف النهار وهو الوقت الذي يفرض على الكل التقوت بوجبة الغذاء عبر محلات الإطعام السريع والمطاعم، لكن تجدر الإشارة أن بعض تلك المواضع لا تعكس شروط النظافة التي من اللازم احترامها في ذلك النشاط الحساس مما يؤذي الصحة العامة للمواطنين بحيث جعلت بعض المحلات الربح الهدف الأول من نشاطها، وراحت تفرض ضرائب غالية مقابل تقديم السموم خصوصا وان المطاعم كانت في الكثير من المرات منبع الإصابة بتسممات خطيرة أودت بحياة البعض بسبب الظروف المنتشرة ببعض المحلات على غرار الأواني الصدئة وانتشار الحشرات والأوساخ بأماكن تحضير الوجبات والتي لا تعكس الصورة الراقية التي تظهرها بعض المطاعم من الوجهة الخارجية. انتقلنا إلى شوارع حسيبة بن بوعلي واخترنا وقت الظهيرة وشاهدنا الاكتظاظ والزحمة التي عرفتها محلات الإطعام السريع وكذا المطاعم التي توفر الأطباق الساخنة التي يختارها المواطنون في الفصول الباردة، بحيث امتلأت عن آخرها واستلزم الأمر بالبعض الانتظار بمداخل المحلات في طوابير حتى تخلو الأمكنة مما يجسد الإقبال الكبير على المطاعم في فصل الشتاء على غير العادة وفرار العديدين من الوجبات الباردة التي تلاءم أكثر الفصول الحارة. اقتربنا من بعض المواطنين بشارع حسيبة بن بوعلي، وبالضبط على مستوى مطعم كان بعرف اقبالا واسعا وحركية غير معهودة وصخبا بسبب طلبيات الزبائن وأصواتهم التي كانت تتعالى وتملأ أرجاء المحل فهذا يطلب شرائح البيتزا وآخر طبق الكسكس وأخرى سندويتش شوارما وغيرها من الطلبيات المتنوعة وما ميز المحل هو خفة وحيوية العمال به وكلهم سعيا لإرضاء الزبائن بمحلهم وتقديم خدمة تتوافق مع المقابل الذي سيقدمه الزبون بعد تناول وجبته واجتمعت آراء اغلب المواطنين أن الطقس البارد يدفعهم إلى التزود بالوجبات الساخنة وابتعادهم عن الوجبات الباردة كالأجبان مثلا، وعن مستوى الخدمات اجمعوا كذلك أنها مقبولة وتعادل الأثمان التي يدفعونها عند نهاية الوجبة . احد الأعوان بالمحل قال أن فصل الشتاء يكثر فيه العمل بعد أن يختار الكل التزود بوجبات ساخنة تطفئ جوعهم وصبرهم لساعات في الفترة الصباحية مما يوجب عليهم الخفة والسرعة لاستيعاب الطلبات وتوفيرها للزبون في أحسن الظروف ولم ينف أن شروط النظافة تغيب ببعض المحلات المختصة في الإطعام ويكون هدفها الربح على حساب صحة الزبون، وهو شخصيا يسهر على نظافة المحل وتقديم أحسن الخدمات لضمان السمعة الحسنة بين الزبائن وحتى اتقاء مسؤولية الوقوع في بعض التسممات.