تعرف مطاعم الأكلات التقليدية المختلفة انتشارا كبيرا في مختلف أحياء العاصمة لتصبح أكبر منافس لمحلات الأكل السريع لاسيما في فصل الشتاء, أين يتزايد الطلب على الوجبات الساخنة, حيث أكد بعض من تحدثنا إليهم مللهم من تلك الوجبات الخفيفة, فلم تعد تلك السندويشات تتناسب مع برودة الطقس, ما جعلهم يفضلون التوجه إلى مطاعم تشتهر بتحضيرها لمختلف الأطباق التقليدية التي تتميز بلذتها من جهة, وقيمتها الغذائية من جهة أخرى. هي أطباق تعودنا عليها في البيت من عدس, فاصولياء جافة, كسكسي, شطيطحة دجاج, طاجين الزيتون, وغيرها من الأطباق التقليدية التي انتقلت لتكتسح المطاعم, أين يتم تحضيرها على أيدي طباخين وطباخات, وتختلف قائمة الأطباق التي تعرض من محل إلى آخر, وإذا كان بعضها يقدم أكثر من نوعين في اليوم, فإن بعض المطاعم تحدد نوعا واحدا من الطعام في اليوم الواحد. كانت الساعة تشير إلى اقتراب منتصف النهار, أين زاد جموع المواطنين المتوافدين على أحد مطاعم الأكل التقليدي بشارع رضا حوحو بالعاصمة, طالبين وجبات مختلفة من شأنها أن تساعدهم في استرجاع طاقتهم بعد ساعات من العمل أو الدراسة, تحدثنا مع بعض الزبائن الذي تعودوا الإقبال على المطعم ليجمعوا أن الأطباق التقليدية تبقى الأفضل خلال هذا الفصل, كونها تساعد الفرد على الرفع من درجة حرارة جسمه والتكيف مع الجو الخارجي, فيما أرجع البعض الإقبال إلى نوعية الأطعمة المقدمة والتي يرون أنها أحسن من «الفريت» و»البيتزا», وما قد ينجر عنهما في حال لم تطابق طريقة التحضير وشروط النظافة الضرورية, خاصة وأننا نسمع عن تسممات غذائية ناتجة عن استعمالات متكررة لزيت القلي. نذير, طالب بالجامعة المركزية يقول أنه تعود القدوم إلى هذا المطعم للظفر بطبق من «اللوبياء» أو «العدس» بعد أن ملّ الوجبات الخفيفة الأخرى التي تسببت له في اضطرابات هضمية, أما سمية, طالبة بذات الجامعة فقد عبرت لنا عن أسفها كونها لا تستطيع الدخول إلى مثل تلك المطاعم التي تكون في أغلبها رجالية. وبخصوص الأسعار, فقد تباينت الآراء حولها بين من يراها مناسبة ومن يعتبرها مرتفعة ,فثمن طبق من الكسكسي من نوع «المسفوف» ب100 دينار ما جعل البعض يفكرون قبل الدخول إلى مثل تلك المطاعم التي يصعب مقاومة رائحة الأكل المنبعثة منها. مطعم آخر ببن عكنون يعج بالوافدين الذين يصطفون أحيانا في طوابير في سبيل الحصول على وجبة مفيدة من اللبن, البيض المغلى, أو الخبز التقليدي المدهون بالقشدة وحتى الكسكسي الذي يقدم في أطباق تقليدية مصنوعة من الطين لترفقها ملعقة خشبية, ما أثار استحسان الكثير من الطلبة الجامعيين الذين يعدون الزبائن الأكثر ترددا على المطعم الذي عوضهم عن الأكل المحضر في البيت.