عرفت محلات الإطعام السريع والمطاعم خلوا غير معهود أياما قبل بلوغ شهر رمضان المعظم، وما زاد من خلوها هو استفادة أغلب الموظفين من العطل السنوية وكذا العطل الدراسية التي شملت فئات الطلبة والتلاميذ في مختلف الأطوار، وهي كلها أمور غيبت الزبائن عن تلك المحلات بعد أن كانت تعرف ازدحاما كبيرا طيلة شهور السنة دون أن ننسى أن سبب ابتعاد البعض عن تلك المحلات هو تخوفهم الدائم من حمل التسممات الغذائية الذي يشهدها كثيرا فصل الصيف، بعد أن كان البعض لا يظفرون بمكان من أجل تناول وجباتهم وجد بعض الموظفين الذين لم تسعفهم الظروف لأخذ العطلة في هذه الآونة أنفسهم وهم ينتقون الأماكن على مستوى المطاعم ومحلات الإطعام السريع بعد الخلو النسبي الذي شهدته بعض المحلات لمعطيات كثيرة، منها اقتراب رمضان وكذا العطل السنوية وخروج الكثير من العائلات لولايات أخرى من أجل التنزه والاستجمام، وهناك من أبعدهم خوف الإصابة بالتسممات عن طريق محلات الإطعام خاصة تلك التي لا تتوفر فيها شروط النظافة. لكن كل تلك الأسباب والظروف لم تؤخر أصحاب النشاط على الاستمرار في نشاطهم وتقديم خدماتهم إلى الزبائن خاصة وأن النشاط الذي يمارسونه هو نشاط حساس وضروري من أجل تزود الناس ببعض الوجبات أثناء تنقلاتهم وفك تعبهم، فالإقبال الضئيل لم يثنهم عن مواصلة مجهوداتهم إلى أواخر أيام الإفطار وبلوغ رمضان، بحيث يستبدل الكل في تلك الآونة نشاطاتهم ويميلون إلى تحضير وترويج مقبلات السهرة بكل أنواعها وكذا بعض الحلويات الشرقية، فيما يختار البعض الآخر استغلال الشهر من أجل أخذ قسط من الراحة ويستغله البعض الآخر في إعادة تهيئة محلات ممارسة نشاطهم من أجل استقبال الزبائن في أبهى حلة بعد انقضاء شهر الصيام. ما أكده لنا السيد فيصل صاحب محل للإطعام السريع ببلكور بالعاصمة، بحيث قال إنه حقيقة مستوى الإقبال تضاءل وتعد العطل السنوية السبب الرئيسي، بحيث ضيعوا فئات الطلبة وكذا الموظفين الذين استفادوا من عطل طويلة المدى بما تفرضه طبيعة الموسم، وما زاد من قلة الإقبال هو اقتراب الشهر الفضيل، وتجرد البعض عن عادة التزود بالأكل داخل المطاعم من أجل تعويد أنفسهم على الصبر على الجوع، حتى منهم من يذهب إلى صيام حسنات في شعبان وهي كلها ظروف ساهمت في إخلاء بعض المطاعم ومحلات الفاست فود من الزبائن، إلا أن وتيرة الإقبال مصيرها أن تعود مباشرة بعد استئناف الدخول الاجتماعي، بحيث نعود إلى مشاهد الازدحام والتدافع على محلات الإطعام كما عهدناه من قبل. نفس ما راح إليه المواطنون في آرائهم، بحيث بين الأغلبية أن انشغالهم بالتحضير للشهر الكريم أنساهم برمجة (قعدات) في محلات الإطعام السريع كما عهدوا عليه من قبل كونهم على يقين من توديعها بعد أيام قلائل، ما قالته السيدة كريمة عاملة فهي بين الفينة والأخرى كانت تطأ محلات الفاست فود إلا أن انشغالها بالتحضير لشهر رمضان وكذا ضيق الوقت أبعدها عن تلك الجولات والتي سوف تعود إليها حتما بعد رمضان، لأنه ليس هناك أجمل من التجمع مع الزملاء على وجبة الغذاء وأكل (الملح) معا كما يقال مما يزيد من روابط المحبة والصداقة ويبعد الكراهية والعداء.