تسببت الأحوال الجوية الأخيرة التي تعرفها مختلف ولايات الوطن شرقا وغربا والتي لا تزال مستمرة إلى غاية يومنا هذا في حالة رعب وذعر لدى بعض العائلات التي تعاني من صعوبات جمة في حياتها المعيشية نتيجة تعرض بيوتها إلى التهديم والفيضانات جراء قدمها، الأمر الذي ترك أثرا سلبيا على حياتهم بمجرد تهاطل كميات معتبرة من الأمطار. فمن خلال احتكاكنا ببعض المواطنين ونخص بالذكر هؤلاء الذين عايشوا المر في حياتهم وما فعلته موجة البرد التي اجتاحت العاصمة وما جاورها، هذه الأخيرة التي خلقت حالة تأهب أغلب أرباب العائلات الذين خافوا من تكرار سيناريو الفيضانات في غياب سياسة راجحة لتفادي الأخطار المحتمل وقوعها في مثل هذه الظروف القاسية التي يفتقر فيها المواطن الجزائري إلى أبسط الضروريات اللازمة. في هذا الشأن يتسارع الكثير من المواطنين الذين لم تربط بيوتهم بعد بشبكة الغاز الطبيعي إلى اتخاذ احتياطاتهم الأولية من خلال ملء قارورات الغاز خوفا من ندرة غاز البوتان الذي شهدته أغلب ربوع الوطن الشتاء الماضي خاصة مع النشرة الجوية الأخيرة التي توحي بتغيرات في الطقس التي تكون مصحوبة بثلوج في بعض الولايات، حيث عمدت جل العائلات إلى الإسراع في ملء قارورات غاز البوتان احترازا من أن يجدوا صعوبات جمة للحصول عليها التي كثيرا ما تلتهب أسعارها، لاسيما أن استعمال هذه الطاقة يتزايد سواء للطهي أو لظروف تعرفها المنطقة الأمر الذي يتطلب بذل مجهودات لتوفير أكبر كمية من قارورات غاز البوتان لهؤلاء العائلات لإعفائهم من عناء التنقل. في نفس السياق تعمد أرباب العائلات شراء الحبوب كبديل لهم، هذه الأخيرة التي تعرف ارتفاعا غير معهود هي الأخرى بعد أن صنعت أسعار الخضر والفواكه الحدث، حيث فاقت أسعار الخضر هذه الأيام كل التصورات إذ لا تزال تشهد ارتفاعا فاحشا بأغلب الأسواق اليومية أو الأسبوعية، حيث صعبت على المواطن البسيط ملء قفته وهذا ما استاء وتذمر له الكثير من أرباب العائلات الذين احتاروا في كيفية التعامل مع الوضع، فقد غابت أنواع الخضر والفواكه على مائدة الزوالي الذي يدفع في كل مرة الثمن. من خلال جولة استطلاعية قادتنا إلى بعض الأسواق العاصمية على غرار سوق 5 جويلية بباب الزوار وسوق مولود برنيس بباش جراح أكد لنا أغلب أرباب العائلات في هذا الإطار أن ظاهرة رفع الأسعار تطبق في السوق الجزائرية منذ بداية السنة، ولم يقتصر فقط على المناسبات كما تخوفوا من عدم انخفاض هذه الأسعار، حيث تضعهم هذه الوضعية في مأزق كبير خاصة مع البرودة الشديدة، مطالبين في سياق حديثهم بضرورة تدخل الفوري للهيئات المختصة لردع الوضع الذي استنزف جيوب المواطن، حيث أفاد منير رب أسرة في حديثه لماذا لا يقوم المعنيون بالأمر بجولات تفتيشية من أجل مراقبة الأسعار خاصة فيما يتعلق بالخضر الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها في الكثير من الحالات والتي كانت حديث العام والخاص خلال السنة الماضية ولا تزال كذلك في هاته السنة. ليضاف إلى كل تلك المشاكل مشكل آخر لا يقل أهمية عن سابقيه والمتمثل في انقطاع التيار الكهربائي الذي لا يزال يشكل هو الآخر هذه السنة المعضلة الكبرى بعد تكرار الحادثة في كل مرة بمجرد تساقط بعض الأمطار، هاته الحالة جعلت العائلات يستفسرون عن أسباب كل هذا الانقطاع التي تعرفه البلاد مع كل موسم شتاء، ولحسن الحظ أن هذه الانقطاعات لا تدوم لساعات طويلة، وفي بعض الأحيان إلى حد ساعة واحدة فقط، غير أن هذا الوضع في استهلاك الطاقة يجعل من المستهلك يستاء من طريقة توزيع هذه المادة الحيوية على مستوى العاصمة ليبقى أمل المواطن البسيط في تحسين ظروف معيشته مستمرا بالرغم من الواقع المر الذي يعيشه والذي يثبت الغياب الكلي للسلطات المعنية.