حثّ الخبير الأمني والاستراتيجي عمر بن جانة على ضرورة العمل على إيجاد آليات حقيقية تسمح للدول الإفريقية بإدارة مشاكلها الداخلية وحلّ الأزمات بقوة وبحلول إفريقية، مؤكّدا أن الملتقى الإفريقي حول السلم والأمن في إفريقيا سيكرّس لدراسة الأزمة الواقعة حاليا بين القارّة السمراء ومختلف الهيئات الأممية، من مجلس الأمن ومحكمة الجنايات الدولية تحديدا، والتي أصبحت تهدّد بصفة مغرضة القادة الإفريقيين. شدّد العضو في المؤسسة الوطنية للبحوث الاستراتيجية والأمنية عمر بن جانة أمس لدى نزوله ضيفا في برنامج (ضيف الصباح) بالقناة الأولى للإذاعة الوطنية على أنه بالنّظر إلى التهميش المفتعل الذي تعرفه القارّة السمراء من قِبل الغرب، والتي لا يتمّ إشراكها في القرارات الحاسمة لمجلس الأمن يتعيّن على القادة الأفارقة ومنظّمة الوحدة الإفريقية الوقوف وقفة حقيقية وصارمة للوصول إلى تمثيل حقيقي وقوي للوحدة الإفريقية في الأمم المتّحدة، خاصّة في مجلس الأمن لإنهاك دول قوية بإمكانها فرض نفسها في كلّ النواحي الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وفي هذا الإطار، أكّد المتحدّث ذاته بخصوص قضية الصحراء الغربية أنه يتوجّب على الاتحاد الإفريقي وجبهة البوليزاريو التوجّه الآن وقبل أيّ وقت مضى إلى محكمة الجنايات الدولية من أجل إدانة المغرب واستخدام كلّ الوسائل للتمكّن من طرح مشكل حقوق الإنسان في محكمة الجنايات الدولية نظرا لما يقوم به الاحتلال المغربي من تجاوزات وانتهاكات تتعلّق بالاختطاف والقتل وغيرها. وأفاد بن جانة في سياق حديثه (بأنه من غير الطبيعي أن لا تتمتّع قوات المينورسو بصلاحية مراقبة حقوق الإنسان، إلى جانب أن هناك منعا لمنظّمات حقوق الإنسان من الدخول إلى الأراضي الصحراوية يجعل هذا الإقليم يعيش في عتمة محكمة ويخفي ما تقوم به سلطات الاحتلال المغربي من اختراق وتجاوزات لحقوق الإنسان). فيما أوضح الخبير الأمني والاستراتيجي بخصوص الوضع الأمني في ليبيا أن الأزمة الليبية أدّت إلى تفكيكك المؤسسات الوطنية وجعلت منها سوقا مفتوحا لجميع أنواع الأسلحة، حيث أصبحت تشكّل بؤرة توتّر خطيرة على أساس عدم وجود مؤسسات وطنية جامعة وليس هناك توافق سياسي يستطيع أن يكبح جماح تفريخ هذه المجموعات المسلّحة التي انتشرت بصورة رهيبة. وأشار المتحدّث إلى أن الجزائر احتضنت أمس الملتقى الإفريقي حول السلم والأمن في إفريقيا، والذي سيركّز على إشكالية العلاقة بين القارّة السمراء ومحكمة الجنايات الدولية بمشاركة عديد وزراء خارجية الدول الإفريقية ومنهم وزراء خارجية الدول الإفريقية العضو حاليا في مجلس الأمن الدولي. كما يرى بن جانة أنه من الضروري الضغط والمحاصرة من الناحية الجيوسياسية لانتشار الأسلحة من ليبيا إلى مناطق أخرى ومساعدة السلطات الليبية لخلق مؤسسات وطنية تستطيع أن تحكم البلاد وتسيطر على الإقليم الليبي لاسترجاع الأسلحة الفتاكة الموجودة في هذه المنطقة.