سمحت السنة التي توشك على الانقضاء لولاية جيجل، ببلوغ نقطة اللارجوع في معركة التنمية التي تخوضها في مختلف المجالات من أجل تحقيق ظروف معيشية أفضل لسكانها. ولم تهمل البرامج التي أطلقت أو التي يجري إنجازها والتي التزمت بها السلطات العمومية بهذه الولاية التي تشهد عديد التحولات أي قطاع اجتماعي واقتصادي. ولكونها كانت ذات فائدة في عدة نواح، مكنت زيارة العمل والتفقد التي قادت الوزير الأول السيد عبد المالك سلال لهذه الولاية منتصف فصل الصيف المنصرم من الاطّلاع على الجهود المبذولة هنا وهناك في مجالات التنمية الاجتماعية والاقتصادية و الثقافية بمنطقة تشهد إقلاعا منذ عودة السلم واستتاب الأمن بها. وباعتبارها عاصمة الوئام المدني تشكل جيجل وكذا المناطق المجاورة حاليا صورة منطقة مطلوبة بشكل كبير بل وحتى محبوبة وهذا ما يثبته التوافد المتكرر لأعداد كبيرة من المصطافين والسياح القادمين من عديد مناطق البلاد في السنوات الأخيرة، حيث ازدهر بها النشاط الاجتماعي و الاقتصادي وسط فرحة المتعاملين و كذا التجار سواء بالمراكز الحضرية الكبرى أو حتى بالمناطق النائية. ويعد البرنامج التكميلي الممنوح لهذه الولاية والمقدر ب3ر27 مليار دج و الموجه لتمويل حوالي 40 عملية جديدة أداة إضافية جديدة لتشجيع عدة قطاعات منها على وجه الخصوص السكن والتعمير الذي يتزايد الطلب عليه يوما بعد يوم والأشغال العمومية التي تعد عنصرا هاما آخر في إقلاع الولاية وكذا الري والبيئة والتعليم العالي والتربية الوطنية والشباب و الرياضة والصحة والطاقة والمناجم إضافة إلى المخططات البلدية للتنمية. ويمكن لجيجل الآن أن تفتخر بكونها تمكنت من قطع أشواط حاسمة في عديد القطاعات، حيث أن أهم مؤشرات التنمية تبرز جليا من خلال التطور الكبير الذي تم إحرازه من خلال توفير مياه الشرب وربط المنازل بشبكتي الكهرباء والغاز وكذا في قطاعات التعليم العالي والتربية والفلاحة و الصحة وفي الطرق أيضا. وعلى صعيد آخر تسعى ولاية جيجل لفتح محاور طرق نحو المناطق الداخلية للبلاد وهذا من خلال الشروع في أشغال الطريق المخترقة للطريق السيار شرق-غرب بين ميناء جن جن ومدينة العلمة (سطيف) على امتداد 100 كيلومتر. وباعتباره مهما على أكثر من صعيد، فإن هذا الربط مع الطريق السيار الذي من المزمع استكماله في الثلاثي الرابع من عام 2016 سيعني نهاية العهد مع العزلة خارج حدود هذه الولاية التي لطالما عانت من نقص فادح في الطرق. ومن خلال الطرق الرابطة بين عاصمة ولاية بجاية (غربا) وقسنطينة (شرقا) ستعزز هذه الطريق المخترقة شبكة الطرق المحلية التي استفادت هي الأخرى من عدة عمليات فتح وإعادة تأهيل وعصرنة أو توسعة. ويكفي القيام بسبر آراء لسكان هذه الولاية لمعرفة أولويتهم الأساسية و هي تطوير شبكة الطرقات الذي من دونه ستبوء كل محاولة للتنمية الفعالة بالفشل، كما أكد عليه بإصرار مواطنون يقطنون بالمناطق النائية الواقعة بالمناطق الريفية والجبلية. وهو الحال الذي ينطبق على بلدية (إراقن-سويسي) الجبلية، حيث تكاد العزلة بها تكون متغلغلة وهذا بسبب غياب طرق ملائمة لتسهيل تنقل الأشخاص والبضائع باتجاه هذه المنطقة المطلة على مرتفعات زيامة منصورية التي تبعد عنها ب40 كلم. وترتبط عودة السكان لمناطقهم الأصلية التي هجروها فيما مضى خلال سنوات الإرهاب بشرط تطوير هذه الطرق وتوفير بعض وسائل الراحة القادرة على جعلهم يستقرون في قراهم ولا يغادرونها، وهو أحد مطالب المواطنين المعنيين الذين قرروا العودة إلى قراهم ومداشرهم من أجل التفرغ لانشغالاتهم التي يتقنونها بشكل أفضل لاسيما الفلاحة وتربية الحيوانات والصناعة التقليدية.