يحاول جيش جنوب السودان استعادة بسط سيطرته على مدينة ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل وذلك بعد يوم من إعلانه استعادة مدينة بور عاصمة ولاية جونقلي من المتمردين. و بينما يكتنف الغموض مفاوضات أديس أبابا بين الطرفين، حذرت الأممالمتحدة من استهداف مخيمات اللاجئين في جنوب السودان.أكد جيش جنوب السودان إنه بدأ هجوما واسعا لاستعادة السيطرة على المناطق الجنوبية من المدينة التي وقعت بيد المقاتلين الموالين لرياك مشار النائب السابق لرئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت, والتي تعتبر من أكبر معاقل القوات الموالية لمشار منذ بدء النزاع، في حين يلقى الجيش الحكومي صعوبات في التواصل مع قيادته في هذه المدينة, وقال المتحدث باسم الجيش فيليب أقوير إن الاتصالات مع القوات الموجودة بالمنطقة لا تزال صعبة، وأعرب عن ثقته في قدرة الجيش على تخليص المنطقة من المتمردين سريعا.في حين لا توجد تفاصيل دقيقة بشأن المناطق الواقعة تحت نفوذ كل طرف من الجانبين المتنازعين في هذه المدينة التي شهدت تقلب السيطرة عليها من فريق إلى آخر مرتين منذ بداية المعارك التي أدت إلى هروب آلاف السكان.و في الأثناء أدانت منظمة الأممالمتحدة التهديدات المتزايدة التي يتعرض لها موظفوها العاملون في مجال الإغاثة في جنوب السودان, وكذلك اللاجئون المدنيون في المخيمات من قبل الأطراف المتصارعة.وأوضح المتحدث باسم الأممالمتحدة مارتن نيسركي إن قوات حكومية حاولت الدخول بالقوة إلى مخيم للاجئين تابع للأمم المتحدة ويؤوي آلاف المدنيين في مدينة بور التي وقعت بيد القوات الحكومية.كما أضاف في بيان إن مسؤولين كبارا في الحكومة وفي قوات جنوب السودان هددوا طاقم الأممالمتحدة العامل في هذا المكان وحاولوا الدخول بالقوة إلى المخيم, مشيرا إلى أن الأمين العام للمنظمة أدان هذه التهديدات وطلب من جميع الأطراف احترام حصانة مخيمات اللاجئين التابعة للبعثة الأممية في جنوب السودان.وأما على الصعيد الدبلوماسي ما زال الغموض يكتنف المفاوضات الجارية في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بين حكومة جوبا والمتمردين الذين نفوا تقارير إعلامية عن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار.ومن جهته كان المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية كشف إن تقدما أُحرز في المفاوضات, وتوقع أن يتم التوصل خلال المفاوضات التي ترعاها الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الطرفين قريبا.كما إن التقدم في المفاوضات مرتبط بموقف الطرفين من ورقتين قدمهما وفد الوساطة الأفريقي، وأوضح أن الورقة الأولى تخص وقف العمليات العدائية وفتح المعابر الإنسانية والسماح بوصول المساعدات لمستحقيها، إضافة إلى سحب القوات الأجنبية ووقف الحملات العدائية عبر وسائل الإعلام.كما أشار إلى أن الورقة الثانية تطالب بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وأوضح أن ممثلي المتمردين قدموا تعديلات على هذه الورقة في انتظار كشف الطرف المقابل عن موقفه بعد عودة ممثليه من جوبا.ومن جهتها تستمر المفاوضات في ظل ضغوط من المجتمع الدولي من أجل التوصل لحل الأزمة التي اندلعت يوم 15 ديسمبر المنصرم، وتسببت في مصرع آلاف الأشخاص ونزوح 480 ألفا آخرين حسب الأممالمتحدة.