يعيش كلّ من الطورين الأوّل والثاني في قطاع التربية الوطنية حالة من اللاّ استقرار بسبب الإضرابات التي تسود القطاع في الآونة الأخيرة، وهذه الحالة يدفع ثمنها التلاميذ، خاصّة من هم على أبواب الامتحانات المصيرية، وما زاد الطين بلّة هو تهديد النقابات المضربة باتّباع سياسة التصعيد في حال إذا لم تستجب الوصاية لمطالبها التي تعتبرها مشروعة، حيث بلغ معدل الاحتجاج لليوم الثاني نسبة 65 بالمائة. أكّد رئيس النقابة المستقلّة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني (السناباست) مزيان مريان مواصلة موظّفي قطاع التربية الوطنية الإضراب لليوم الثاني على التوالي، مشيرا إلى أنهم سجّلوا في هذا في اليوم الثاني التحاق عديد من الثانويات والأساتذة بالحركة الاحتجاجية، ممّا أدّى إلى ارتفاع نسبة الإضراب لهذا اليوم، حيث بلغت النّسبة العامّة في الطور الثانوي 65.72 بالمائة. كما عبّر مزيان مريان، حسب بيان تلقّت (أخبار اليوم) نسخة منه، عن أسفه العميق عن تصريحات الوصاية (المقزّمة) على حد تعبيره لنسبة الإضراب تزييفا للحقائق والأرقام وتضليلا للرّأي العام وفق تقاريرها المغلوطة والمألوفة من مديرياتها للولايات، والتي مفادها أن المكلّف بالإعلام على مستوى وزارة التربية الوطنية فيصل حفّاف كشف أوّل أمس أن إضراب نقابتي الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين (الإينباف) والنقابة الوطنية المستقلّة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني (السناباست) في يومه الأوّل عرف استجابة بين 3 و5 بالمائة عبر الوطن، في حين أن نسبة الاستجابة بلغت 0.5 في بعض الولايات في الطورين الأوّل والثاني، في حين لم يحقّق الإضراب أيّ استجابة في الطور الثانوي. فيما أشار مزيان مريان إلى أن نسب الإضراب في الولايات الأخرى استقرّت في حدود 86 بالمائة تيبازة، وهران 80 بالمائة، تمنراست 78 بالمائة، تيارت 75 بالمائة، البيّض 77 بالمائة وورفلة 64 بالمائة. في نفس الإطار، أكّد رئيس النقابة المستقلّة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني (السناباست) أنه ستنعقد الجمعيات العامّة للأساتذة عبر مختلف الثانويات المضربة (لتحديد طبيعة الحركة التصعيدية في حال عدم استجابة الوصاية والسلطات العمومية لمطالبنا المرفوعة)، هذه المطالب التي وضعت الوصاية في ورطة حقيقية وارتباك غير مسبوق، على حد قوله، مضيفا فمن جهة وحسب تصريحات وزير التربية عبد اللطيف بابا أحمد وفي أكثر من مناسبة يعترف بأن القانون الخاص لعمال التربية يتضمّن اختلالات عديدة، وأن كثيرا من مطالبنا تتجاوز صلاحياته إلى الجهات الحكومية المختصّة بما فيها مطالب أساتذة الجنوب والهضاب العليا، ومن جهة أخرى وفي تصريحات موازية أن الوصاية استجابت لمعظم مطالب النقابات وهي المفارقة العجيبة، كما أضاف قائلا: (نطمئن أبناءنا المتمدرسين بأن حقوقهم في التحصيل وفي إتمام البرامج محفوظة، ولدينا الآليات الكفيلة باستدراك الدروس الضائعة). ولتفادي أيّ انزلاقات خطيرة قد تحدث في الأيّام القليلة القادمة مثلما تتنبّأ به المؤشّرات الرّاهنة، دعا رئيس النقابة المستقلّة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني (السناباست) السلطات العمومية إلى الاستجابة الفورية لمطالبنا المرفوعة والمشروعة حفاظا على استقرار القطاع التربوي. في حين، بلغت نسبة الاحتجاج لليوم الأوّل، حسب ما أعلنته نقابة الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين في بيان صدر لها أوّل أمس 64 بالمائة وطنيا، وتفاوتت نسب الاستجابة بين ولاية وأخرى احتجاجا على عدم التزام الوزارة بتعهّداتها، متوعّدة بالتصعيد في حال عدم الاستجابة، حسب نفس البيان. فيما أشارت النقابة إلى أن أعلى نسبة استجابة سجّلت بولايات، بسكرة، الأغواط، باتنة، تيزي وزو، عنابة ومعسكر، حيث تراوحت النّسبة بين 60 و71 بالمائة، فيما تمّ تسجيل أخفض نسبة استجابة بولايات الجزائر، الشلف وسعيدة. وأعلنت النقابة الثانية عن نسبة استجابة وطنية بلغت 63.46 بالمائة في الطور الثانوي، وحمّلت النقابة في بيان لها أمس أن وزارة التربية الوطنية والسلطات العمومية المسؤولية كاملة لالتزامها الصمت الذي وصفته (بغير المبرّر) حيال مطالبهم، خاصّة وأن النقابة أمهلت الوصاية الوقت الكافي لتفادي الدخول في هذه الحركة الاحتجاجية. وذكرت (السناباست) أن نسب الاستجابة بلغت 63.64 بالمائة في الطور الثانوي، حيث سجّلت أعلى النسب بولايات تيبازة 85 بالمائة، وهران 78 بالمائة، مستغانم 72 بالمائة، البيّض 73 بالمائة، وأمّا باقي الولايات فقد تراوحت نسبة الاستجابة بين 20 و50 بالمائة، على غرار الجلفة، النعامة، تيزي وزو، قسنطينة، جيجل، ميلة، سيدي بلعباس، معسكر، سعيدة والطارف.