تطالب العائلات المقيمة في بناية عتيقة ب (سان توجان) والمهدّدة بالسقوط في أيّ لحظة السلطات المحلّية والولائية بالتدخّل العاجل لترحيلها قبل وقوع كارثة إنسانية يروح على إثرها ضحايا أبرياء. تعيش 17 عائلة مقيمة بعمارة رقم 06 القديمة بشارع (خالد عيسات) ببلدية بولوغين حياة الرّعب والهلع داخل سكنات قديمة مهترئة تعود إلى العهد التركي ينتابها هاجس الخوف الدائم نظرا لانهيارات الجزئية للجدران والأسقف، حيث أصبحت غير صالحة للاستغلال. وأمام هذا الوضع الكارثي والمزري تستغيث تلك العائلات بالسلطات المحلّية والولائية للتدخّل الفوري إنقاذها قبل فوات الأوان. وفي السياق ذاته، أعرب هؤلاء عن تخوّفهم من أن يردموا تحت الأنقاض، خصوصا في فصل الشتاء مع تساقط الأمطار التي تتسرّب عبر الأسقف، ممّا نغّص حياتهم وحوّل راحتهم إلى جحيم بكلّ ما تحمله المعاني من كلمات وحرمتهم النّوم أيّاما وليالي حسب شهاداتهم وجعلتهم يعيشون على أعصابهم جرّاء الهلع الذي عايشوه خلال الأشهر الماضية، أين تساقطت الأمطار بكمّيات معتبرة، مؤكّدين أن مصالح المراقبة التقنية للبنايات عاينت العمارة منذ سنوات ماضية وأصدرت تقريرا بضرورة هدمها وإخلاء المكان باعتبارها مصنّفة في الخانة الحمراء وضمن البيوت الآيلة للسقوط في أيّ لحظة. وما زاد الأمور تعقيدا هو أن في العمارة يوجد مرحاض جماعي مشترك بين العائلات في غياب دورات المياه. وأمام هذا الوضع أودع أفراد تلك العائلات العديد من الملفات للاستفادة من السكنات الاجتماعية الإيجارية الموجّهة خصّيصا للقضاء على السكن الهشّ، لكنهم لم يستفيدوا إلى حدّ الساعة من أيّ التفاتة تذكر. وأضاف محدّثونا أنه بالرغم من تدخّل الحماية المدنية خلال وقوع أيّ حادثة مماثلة في حال سقوط أجزاء معتبرة من جدران العمارة وإحداث ضجّة ورعب بين أوساط العائلات وخروجها إلى الشارع إلاّ أن السلطات لم تحرّك ساكنا رغم اتّصالات القاطنين بمصالح البلدية التي تكتفي بالوعود لتهدئة الأمور فقط على حد تعبيرهم دون التنقّل إلى عين ومعاينة الحدث. عائلة السيّد (ع. عثمان) عبّرت رفقة العائلات الأخرى خلال اتّصالها مع (أخباراليوم) عن تخوّفها واستيائها جرّاء المخاطر المحيطة بالعمارة القديمة التي باتت هاجسا وكابوسا مظلما لقاطنيها الذين يتجرّعون مرارة العيش بداخلها نتيجة المخاوف التي تلازمهم على مدار السنة، لا سيّما في هذا السنة التي عرفت تقلّبات جوية عديدة وتساقطا للأمطار بكمّيات معتبرة، والتي ساهمت بشكل كبير في اهتراء وتآكل الجدران، فضلا عن التدهور المتقدّم الذي تشهده السلالم التي انجرّ عنها سقوط العديد من القاطنين، لا سيّما الأطفال وكبار السنّ كالحادثة التي وقعت لشيخ عمره 80 سنة، والذي تعرّض لكسر في القدم أثناء سقوطه من تلك السلالم التي أصبحت غير قابلة للاستعمال على الإطلاق، ممّا جعل السكان يمشون بحرص كبير فوقها أثناء الصعود أو النزول. أمّا عن الرطوبة فحدّث ولا حرج، فقد أصيب معظم السكان بعدّة أمراض، على غرار الربو والحساسية وصعوبة التنفّس نظرا لطبيعة هذه السكنات التي أصبحت تتناثر بمجرّد مرور مركبة صغيرة في الشارع. وأضاف محدّثونا أن المخاطر المحيطة بهم لا تقتصر عليهم فقط، بل حتى المارّة بالحي معرّضون للموت في حال حدوث سقوط لهذه العمارة التي أكل عليها الدهر وشرب حسبهم وبات من الضروري احتواء السلطات المحلّية والولائية المشكل قبل سقوط ضحايا أبرياء لا ذنب لهم سوى وقوعهم في أزمة السكن. وفي هذا الصدد، تؤكّد تلك العائلات أنها لم تتلقّ أيّ مساعدة أو التفاتة من طرف السلطات المعنية بالرغم من نداءات الاستغاثة التي كانت تطلقها في حال وقوع أيّ حادثة خوفا من أن يردموا تحتها، إلاّ أنه حسبهم تلك النداءات لم تلق أيّ ردّ يذكر. وعليه، تجدّد تلك العائلات المهدّدة بالموت استغاثتها للسلطات المحلّية وعلى رأسها والي العاصمة للتدخّل السريع لاحتواء الموقف قبل أن تزهق أرواح أبرياء كما حدث للعديد من سكان البيوت الهشّة خلال الموسم الفارط.