تتواصل التكهنات بشأن ما جرى في كواليس اجتماعات قادة حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، وعدد من قوى المعارضة الرئيسية السودانية. وبينما ربط متابعون الأمر بما ظل يبشر به زعيم حزب الأمة القومي المعارض الصادق المهدي من أن تحولا سيحدث خلال الفترة المقبلة، تحدث آخرون عن اتفاق بين المؤتمر الوطني وقوى معارضة على تشكيل حكومة انتقالية يترأسها الرئيس الحالي عمر البشير. وتواجه الرغبة في الانتقال إلى مربع جديد في البلاد عقبة متمثلة في عدم قناعة قادة الحزب الحاكم الآن وتشددهم في رفض تلك الخطوة. ومع ذلك دعت هيئة شورى المؤتمر الوطني إلى إدارة "حوار جريء" بشأن الدستور والاهتمام بإجازته عبر الحوار والمشاركة الوطنية الواسعة. وقال الناطق الرسمي باسم المؤتمر الوطني قبيس أحمد المصطفى إن مبادرة الحوار التي طرحت عبر خطاب البشير بشأن "قضايا محددة ومهمة، ستساعد حال الاتفاق حولها في تحول إيجابي في كافة قضايا السودان". كما اعتبر المبادرة "بمثابة إعلان للحوار الذي لم يقيد بزمن معين أو أجندة مسبقة" مؤكدا، "إصرار المؤتمر الوطني على الحوار الجاد في المرحلة الحالية مع جميع السودانيين". ونفى أحمد طرح تشكيل حكومة قومية على الأقل في الوقت الحالي، معتبرا أن الحكومة الموجودة "شكلت حديثا وليس مطروحا حلها". وأوضح أن المطروح حاليا هو كيفية التغيير في القضايا المطروحة وهي السلام والهوية والقضايا الاقتصادية والحريات العامة في البلاد، مشيرا إلى إعلان قيادة المؤتمر الوطني عن عدم تأجيل الانتخابات العامة في السنة المقبلة. أما الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي المعارض كمال عمر فقال إن مبدأ الحكومة الانتقالية لم يطرح بطريقة رسمية بعد، لافتا إلى الحديث عن الدعوة للتغيير في القضايا المطروحة. وأكد وجود عوامل داخلية وخارجية "تفرض على المؤتمر الوطني النزوع نحو السلام والتحول الديمقراطي بعيدا عن أي مناورات سياسية"، وأعلن أن أحزابا معارضة بقيادة حزبه "ستكمل مشوار التفاوض حتى نصل لحلول في كافة القضايا المطروحة". واعتبر عمر أن وضع أي شروط للحوار بين الأطراف المختلفة "لا يخدم قضية الحوار الوطني الصادق"، مضيفا أن واجب القوى السياسية السودانية "يفرض عليها الدخول في حوار بناء ومثمر للحفاظ على لحمة الوطن". من جهته يرى الكاتب والمحلل السياسي تاج السر مكي أن التكهنات المتعلقة بهذا الأمر لا تأتي من فراغ، مشيرا إلى ما ظل يبشر به الصادق المهدي بشأن ما ستفضي إليه المباحثات المغلقة مع المؤتمر الوطني الحاكم. ويعتقد مكي أن حزب المؤتمر الوطني منقسم حول الدعوة للحوار وما ظهر من تكهنات بشأن الوضع الانتقالي في البلاد، وقال "إن الحوار نفسه يمر بأزمة عدم ثقة بين عدد من القوى الحزبية المعارضة والمؤتمر الوطني". ويرى أن السودان "سيصبح غير مؤهل أو قادر على مواجهة احتياجاته خلال فترة وجيزة وبالتالي فإن الحوار الجاد والانتقال السلمي هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة".