المنفذ الأخير للشبان رغم سلبياتها المتعددة لاحظ الجميع الإنزال القوي للطاولات الفوضوية عبر الأسواق الشعبية التي خضعت في السابق إلى قرار الإلغاء، بحيث عادت بقوة عبر بعض الأسواق العاصمية وتعد كإفراز سلبي للأسواق المشيدة مؤخرا والتي بقت موصدة في وجوه التجار، الأمر الذي أجبرهم على العودة إلى الأرصفة وقارعات الطرقات كحل أخير للخروج من قوقعة البطالة، ورغم الفترة القياسية التي استغرقتها تلك الأسواق المنجزة إلا أنها لم تفتح بعد وبقت موصدة الأمر الذي أدى إلى ظهور الطاولات الفوضوية من جديد وكان ظهورها أقوى من الأول في بعض النواحي مع طموحات الشبان في الاستفادة من محلات وطاولات نظامية في تلك الأسواق. نسيمة خباجة عرفت معظم الأسواق على غرار ساحة الشهداء، باب عزون، بن عمر، عودة قوية للطاولات الفوضوية بعد أن غابت عنها لفترة ولم يجد بعض التجار من الشباب إلا الهروب ببطالتهم إلى تلك الطاولات التي يسترزقون منها خصوصا بعد أن جمدت بعض الأسواق المنجزة والتي طال أمد غلقها في وجه التجار وتخوفوا من مكوثها على تلك الحالة لفترة طويلة، وأن يكون مصيرها مثل مصير المحلات موصدة الأبواب، الأمر الذي أدى إلى عودة الطاولات الفوضوية رغم سلبياتها إلا أنها تعد المنفذ الأخير للشبان في ظل البطالة الخانقة التي يعانون منها والتي دفعتهم إلى بيع سلع بسيطة عبر الأسواق بأثمان زهيدة. بحيث اصطف هؤلاء بمحاذاة الأسواق الجديدة وهو ما صادفناه على مستوى سوق بن عمر بالقبة أين تم إنجاز سوق لتوسيع النشاط التجاري وانتشال الشبان من البطالة وكذا القضاء على آفة الطاولات الفوضوية، إلا أنه بقي هيكلا من غير روح، وتصادفنا لمنظر هؤلاء الباعة وهم يصطفون بمحاذاة السوق النظامي وينصبون طاولاتهم هناك. اقتربنا من البعض منهم فأبانوا غيظهم حتى منهم من يحوز على أوراق من أجل الاستفادة من طاولة نظامية عبر السوق الجديد، إلا أنه لم ير النور وأجل إلى إشعار آخر على حسب ما عبر به أحد الباعة هناك، الذي قال إنهم وقفوا على بناء السوق بوتيرة سريعة إلا أنهم لم يستفيدوا منه وبقي على حاله ولم يفتح (مما أجبرنا على العودة إلى قارعة الطرقات مكرهين -يقول- فمن منا لا يأمل في العمل بصفة قانونية وبراحة تامة، بحيث نخضع إلى مطاردات الشرطة في كل مرة ونتمنى أن يفتح السوق في القريب العاجل لانتشالنا من الطرقات والمواقف المهينة). وكان هو كذلك وضع الكثير من الأسواق الجوارية التي تم تشييدها ببعض البلديات في إطار توسيع الأنشطة التجارية وتوفير السلع للمواطنين وكذا خلق فرص عمل للشبان عبرها وانتشالهم من حياة الضياع، إلا أنه لم تفتح بعد وبقيت مشاربع مجمدة لم تر طريقها إلى النور، مما أدى إلى عودة الطاولات الفوضوية بكل ما تحمله من سلبيات ومخلفات على غرار تشويه منظر الشوارع وترك النفايات بعد الفراغ من تلك الأنشطة في الوقت الذي تتحجج فيه بعض السلطات المحلية بحجج واهية بخصوص التأجيل، منها الكهرباء وتعبيد الطرقات المحاذية وغيرها من الحجج الأخرى في الوقت الذي يتذوق فيه الشبان مرارة البطالة، ويتساءل الكل ما الجدوى من الإسراع في إنجاز تلك الأسواق الجوارية وبقائها هياكل من غير روح بسبب تجميد أنشطتها وغلق أبوابها لتبقى أحلاما مؤجلة إلى إشعار آخر!