شيّدت الأسواق الجوارية في إطار امتصاص البطالة وكانت كحل بديل بعد اتخاذ قرار إلغاء الطاولات الفوضوية، بحيث تشارف الكثير من تلك الأسواق التي أنشئت بنواحي عديدة على الانتهاء ويتحين الكل الشروع في توزيع تلك المحلات بعد أن ضاق الباعة المتجولين درعا من الحالة المزرية التي يتجرعونها عبر الأرصفة والطرقات، خصوصا مع تساقط الأمطار، فالكثيرون واصلوا بيع بعض الأغراض عبر مداخل الاسواق الشعبية في انتظار توزيع تلك المحلات النظامية. نسيمة خباجة لم تستغرق تلك الأسواق الجوارية وقتا طويلا وعلت أسوارها في مدة لا تتجاوز الشهرين خصوصا وأن تلك المشاريع اعتمدت على استعمال الحديد من اجل كسب الوقت كما توحدت الوانها وظهرت بالأبيض والأزرق وزرعت الأمل في الشباب الذين ينتظرون بشغف انطلاق توزيع تلك المحلات التجارية التي بنيت على شكل طاولات. انتقلنا الى ناحية بن عمر بالقبة التي شملت المشروع، ووقفنا على ذلك السوق الجواري الذي يشارف على الانتهاء بصفة كلية وكان بعض الشبان على درجة من الأمل لاسيما وأن منهم سيستفيد من طاولة نظامية بداخل السوق تنسيه همّ التنقل بسلعته والفرار بها هنا وهناك من مطاردات الشرطة خلال سنوات، التقينا بأحد الشباب فقال إنه استمر على البيع بإحدى الطاولات لمدة ثلاث سنوات وكان السوق الجواري بمثابة الفرج، بحيث سيستفيد عن قرب من طاولة على مستواه ليتاجر على مستواها، كونها الحرفة الأساسية التي يعيل بها عائلته. أما شاب آخر فقال إن المعاناة المريرة التي تكبدوها على مستوى الأسواق الشعبية هي بحجم الجبال وصبروا لكل شيء حتى أتت ساعة الفرج واستكمل السوق الجواري الذي يحاذي السوق القديم وكان مطلبه الوحيد استعجال توزيع تلك الطاولات مادام أن تلك المشاريع استكملت في لمح البصر خاصة وأن كل الباعة ملوا من ممارسة التجارة على مستوى الأرصفة التي ينزعجون منها ويزعجون الآخرين، ناهيك عن مطاردات أعوان الامن وتعرض سلعهم الى الحجز في كل مرة. "لا تغلقوا الأبواب في وجوه الشباب" يتخوف الجميع من احتمال تعرض تلك المحلات بالأسواق الجوارية إلى نفس المصير الذي تعرضت له محلات رئيس الجمهورية ومواجهة الغلق، حيث يضيع الآلاف من الشباب في البطالة الخانقة ويواجهون مصيرا مظلما خصوصا وأن الكثير من الشبان يتخوفون أيضا من التوزيع غير العادل لتلك الطاولات واستعمال المحسوبية والمعريفة في توزيعها كفئات باتت تنخر مجتمعنا، وهو ما عبر به شاب من بومعطي الذي قال إنهم يتحينون توزيع تلك المحلات النظامية بالاسواق الجوارية ويتخوفون كثيرا من منحها لأصحاب المعريفة القادمين من هنا وهناك حتى ان بعض الانتهازيين راحوا الى بسط طاولات مند فترة قصيرة لتمويه السلطات المحلية والظفر بطاولات عبر الاسواق النظامية ونحن لن نسكت عن هذا الوضع -يقول- فلا يعقل أن تمنح طاولة لتاجر جديد في حين سترك تاجر آخر تذوق الأمرين من جراء البيع عبر الأرصفة والتعرض الى اشعة الشمس الحارقة صيفا والى تهاطل الامطار الغزيرة شتاء. وطالب أغلب الباعة المنتشرين عبر الأرصفة باستعجال توزيع تلك الطاولات النظامية وتوجيهها لمستحقيها.