يبدو واضحا أن الرئيس التونسي محمد المنصف المرزوقي يريد أن يستفيد ويستلهم من تجربة الجزائر في مجال المصالحة الوطنية، حيث أعلن أنه بحث مع مجلس الأمن الوطني (صيغة لحث الشباب المغرر بهم والذين لم تتلطخ أيديهم بالدماء على تسليم أنفسهم) وذلك في إشارة إلى الاعتداءات الإرهابية التي طالت عدة مناطق من البلاد. وفي حديث تلفزيوني فند رئيس الدولة التونسي الاتهامات الموجهة للتحالف الحزبي الثلاثي الحاكم سابقا (الترويكا) بإعداد الأرضية لظاهرة الإرهاب معترفا ب(سوء تقدير الخطر الإرهابي)، فيما اعتبر أن الدولة (لم تكن مستعدة) لمواجهة هذه الآفة من حيث المعدات والأسلحة. وفي هذا المضمار أعلن أنه بحث مع مجلس الأمن الوطني (صيغة لحث الشباب المغرر بهم والذين لم تتلطخ أيديهم بالدماء على تسليم أنفسهم). وأثار تعبير (المغرر بهم) انتباه المتتبعين الذين يذكرون جيدا كيف أن هذا التعبير كان يُستخدم في الجزائر بقوة خلال فترة المأساة الوطنية التي لملمت الجزائر جراحاتها شيئا فشيئا بعد إقرار قانون المصالحة الوطنية الذي سمح لكثيرين من (المغرر بهم) بالعودة إلى أحضان المجتمع من جديد.