صرح الرئيس التونسي المؤقت منصف المرزوقي، في تصريح له إنه حصل سوء تقدير للخطر الإرهابي خلال فترة حكم الترويكا وفي السنتين الماضيتين من وجوده في الرئاسة. دافع عن حكومة الترويكا من الاتهامات الموجهة إليها بتوفير الأرضية المناسبة لنشاط الجماعات الدينية المتشددة، مشيرا إلى أن رئيس الحكومة السابق علي العريض يعتبر من الأشداء في مقاومة الإرهاب، وأنه من كان وراء تصنيف جماعة أنصار الشريعة كتيار إرهابي، في حين أوضح المرزوقي على أن الجيش والأمن الوطنيين لم يكونا مستعدين لمواجهة هذا الخطر من ناحية توفّر المعدات والتجهيزات خاصة.ومن جهته شدد الرئيس المرزوقي على أن مواجهة الإرهاب ليست مسألة أمنية فقط بل أنها تستدعي وضع خطة أو إستراتيجية شاملة، نظرا لتعقد الظاهرة وتعدد أسبابها، موضحا أن القضاء على الإرهاب يتم عبر محاربة الفقر والجهل والتهميش والتخلّف الفكري والإيديولوجي والأرضية الحاضنة للإرهاب.وقال تباحثت مع مجلس الأمن الوطني صيغة لحثّ أبنائنا المغرر بهم والذين لم تتلطّخ أيديهم بالدماء لتسليم أنفسهم.ومن جهته دعا المرزوقي، الإعلاميين إلى عدم التشويش على العمل الأمني، وأشار في هذا السياق إلى المجهودات الجبارة التي قامت بها قوات الأمن والجيش الوطني، وأنهما قدما تضحيات وشهداء في معركة تونس على الإرهاب، منددا بالأصوات التي تتحدث عن تقصير أو اتهامات بالتقصير للمؤسسة الأمنية، كما أعلن أن الحرب على الإرهاب، لا تبرر أبدا الاعتداء على حقوق الإنسان، وأن مهمة الدولة تكمن في الدفاع عن المواطنين مهما كانت توجهاتهم وبالتالي ليس مهمتها منع ارتداء النقاب.كما اعتبر المرزوقي أن سنة 2013 كانت من أخطر السنوات في تاريخ تونس المعاصر، حيث كانت خلالها البلاد على قاب قوسين من الفوضى، وهذا لم يحدث بفضل ذكاء الشعب بعدم الاستجابة لدعوات الفوضى، وأيضا بسبب الأمن الجمهوري وعقيدة الجيش الوطني وحياده، ونضج الطبقة السياسية ومنها النهضة التي سلمت الحكم طواعية، في حين دعا الرئيس التونسي الحكومة الجديدة إلى ضرورة التسريع بإنجاز الانتخابات، وتمكين البلاد من بناء مؤسسات مستقرة، تكون قادرة على مجابهة الوضع الصعب الذي تمر به البلاد المتمثل في البطالة، وتعطل الإنتاج والدورة الاقتصادية.وفي هذا السياق قال المرزوقي إن الانتخابات الرئاسية والتشريعية لا يجب أن تتجاوز شهر سبتمبر القادم، ثم تليها مباشرة الانتخابات البلدية لأن الديمقراطية تبدأ من الأسفل وليس من الأعلى.