استقبلت مصلحة الطب الشرعي بمستشفى ابن رشد بعنابة خلال الأربعة أشهرالأولى من السنة الجارية 316 طفلا قاصرا ضحية العنف والاعتداء الجنسي تتراوح أعمارهم من سنة ونصف إلى 18 سنة وحسب القائمين على المصلحة أن أولئك الأطفال ضحايا شتى أنواع العنف ومنهم حالة وفاة لطفلة تبلغ من العمر 8سنوات تعرضت لاعتداء جنسي كما أكدت المصادر الطبية أن أنواع العنف يتصدرها العنف في الشارع أو الإرادي بنسبة 70 بالمئة ويليه الاعتداء الجنسي بنسبة 17 بالمئة وبعدها الاعتداء الأسري بنسبة 13 بالمئة حيث عرفت ظاهرة العنف الأطفال تناميا من سنة إلى أخرى بحسب الدكتورة بلخلدجة نسرين طبيبة في مصلحة الطب الشرعي بمستشفى ابن رشد خلال تقديمها لمداخلة بعنوان حالة العنف المؤدي إلى الموت مؤكدة بأن العنف ضد الأطفال مازال يشكل طابو في المجتمع الجزائري خاصة أن هناك عائلات لن تصرح بالاعتداءات مهما كان نوعها وخاصة في حالة أن يكون المعتدي من الوسط العائلي فهو يكون متكررا ما كشفته الطبيبة مؤكدة أن الحصيلة المقدمة تم تسجيلها ما بين الفاتح جانفي 2014 إلى غاية 12 ماي 2014 وكل الضحايا قصر أقل من 18 سنة كما تحدثت المتدخلة عن الآثار الناجمة عن العنف ككدمات إلى جانب الحالة النفسية للمعتدى عليهم وفي الأخير عرضت الطبيبة نسرين حالة الطفلة صاحبة ال 10 سنوات التي تعرضت إلى أبشع أنواع العنف من طرف زوج أمها في شهر ماي للعام الماضي (2013) والتي كانت تعالج في الإطار النفسي بالمركز الصحي 8 ماي 45 بعد تعرضها للاعتداء الجنسي والضرب المؤدي إلى الوفاة وبقيت مدة خمسة عشر يوما من تاريخ الاعتداء لتفقد حياتها جراء المضاعفات كتخثر الدم إلى جانب وجود ماء متعفن في البطن حيث أن الضحية كانت عرضة لاعتداء جنسي متكرر من قبل زوج أمها وبحسب الطبيبة فإن الضحية قد عانت منذ ولادتها على اعتبارها أنها ابنة غير شرعية وأمها تبلغ من العمر28 سنة لتتزوج فيما بعد من رجل آخر ليكون الوحش البشري الذي يفترس ابنتها من خلال اغتصابها والقيام بضربها وقد تم عرض صور الضحية التي اقشعرت لها الأبدان وخلال معالجة الطفلة تم التأكد بأنها تعرضت لأعنف أنواع الضرب والاعتداء وقد كانت هذه المداخلة على هامش الندوة العلمية حول ظاهرة العنف ضد الأطفال المنظمة من طرف مخبر التربية والانحراف والجريمة في المجتمع بجامعة باجي مختار بمشاركة الأخصائيين النفسانيين والأطباء من التعريف بظاهرة العنف وكذا التطرف بالعنف في الوسط الأسري وأثره في انحراف تلاميذ الثانوية إلى جانب طرق حماية الأطفال من الإساءة والاستقلال داخل المحيط الأسري كما تطرقت طبيبة مختصة في الأمراض المعدية إلى خطر انتقال الأمراض الجنسية إلى الأطفال التي تم الاعتداء عليهم جنسيا .