تنظر اليوم محكمة الجنايات بمجلس قضاء سكيكدة بقضية أثارت انتباه الرأي العام و جعلته يقف مذهولا ، كون بطلتها قابلة ولد على يديها آلاف الأطفال و منحت العلاج لمئات الأمهات قبل أن تتلطخا بدماء طليقها الذي اتهمت بقتله بطريقة عنيفة و بشعة بمساعدة عشيقها ، و الواضح أن المتهمين يتابعان المسلسلات التي تعنى بحل الجرائم ليستفيدا منها في ابداع طريقة لتبرير اختفاء الزوج ثم دفنه بالحمام. القضية فجرها شقيق الضحية في العقد الخامس من العمر ، حارس بلدي متقاعد يقطن برمضان جمال ، طلق زوجته و أم أبنائه الثلاثة القابلة العاملة بمستشفى مدينة سكيكدة ، لكنهما بقيا يقطنان بنفس الشقة السكنية ، لعودتهما لبعضهما بالفاتحة و هناك جهات تقول أن وضعهما كان مؤقتا إلى حين توصلهما لاتفاق ، حيث لاحظ الشقيق اختفاء الزوج دون أن يترك أثر ، ليبلغ الشرطة برمضان جمال لكنها لم تتوصل لنتيجة بسبب الغموض الذي اكتنف الأمر ، خلال تلك الفترة كانت الطليقة تخبر عائلة زوجها أنه سافر للعمل بالصحراء ، إلا أن وفاة أحد أشقاء الضحية و عدم حضوره الجنازة و اكتفائه بإرسال كلمات تعزية ، و تجاهله لنجاح ابنته بامتحان البكالوريا و هو الحلم الذي انتظره جعل الشقيق يلجأ لأمن سكيكدة متهما الطليقة بالوقوف وراء اختفاء شقيقه ، ليتم تكثيف التحقيق و التركيز على الهاتف النقال الذي اتضح أنه بحوزة سائق بمديرية التجارة بسكيكدة متواجد برمضان جمال و عند القبض عليه عثر بحوزته على رسالة كتبها لابنة الضحية يهنؤها بنجاحها باعتباره والدها ، لتسقط كل الشكوك و تتحول إلى حقيقة مؤلمة ، حيث أن ضغط الشرطة على المتهم و هو شرطي سابق طرد من السلك جعله يعترف بجريمة لم تخطر على بال أحد. المتهم صرح أنه كان بالشقة رفقة طليقة الضحية الذي فاجأهم ليقوما بضربه بأداة حادة على رأسه ثم تقطيع جسده إلى عدة قطع ، و بعدها قاموا بدفنها بحمام المنزل و بنوا عليها بواسطة السيراميك و بقيت هناك لمدة سنة ، الطليقة راوغت لكنها انهارت و اعترفت ، مدلية بمعلومات جديدة ورطت مراسل مستشفى سكيكدة الذي كان يسحب لها أموالا من حساب زوجها ، ووصل المبلغ المسحوب ل 40مليونا ، بحجة حاجتها للمال و زوجها غائب و عندما شك بالأمر ، أخبرها أن زوجها قد يرفض سحب المال ، جعلته يكلم عشيقها على أساس أنه زوجها ، و بقي العشيق طيلة المدة التي اختفى فيها الطليق يمارس دوره من خلال الهاتف النقال حيث يرسل رسائل بإيعاز من الزوجة لعائلته حتى يطمئنها و يبعد الشك عنها.