وقد كان يوم الجمعة يوما أسود على الطبيعة والغابات بولاية جيجل بعدما عرف هذا اليوم اندلاع عشرات الحرائق بنحو (15) بلدية جبلية وفي مقدمتها ، تاكسنة ، الميلية ، أولاد عسكر ، زيامة منصورية ، أولاد يحيى ، بلهادف ، سيدي معروف ، أولاد رابح ، جيملة ، الشقفة ، وبرج الطهر وهي الحرائق التي اندلعت في توقيت واحد تقريبا أو بالأحرى بعد صلاة الجمعة ما تسببت في تلبد سماء عاصمة الكورنيش بسحب دخانية خيّل معها لسكان هذه الولاية وتحديدا المناطق التي اندلعت بها هذه النيران بأن الليل سيحل قبل أوانه ، وقد تسببت هذه الحرائق غير المسبوقة في ارتفاع صاروخي لدرجات الحرارة بإقليم الولاية ناهيك عن اتلافها لمئات الهكتارات من الأراضي الغابية وكذا مختلف أنواع الأشجار النفعية وحتى في هلاك بعض الحيوانات البرية التي حاصرتها النيران ولم تجد مفرا من ألسنة اللهب . وقد وجدت مصالح الغابات والإطفاء صعوبات بالغة في إخماد هذه الحرائق على اعتبار أنها اندلعت في توقيت واحد تقريبا مايفسر الوصول المتأخر لفرق الإطفاء لبعض المناطق وتحديدا الى بلدية أولاد يحيى خدروش التي وصل الأمر ببعض العائلات القاطنة بها وتحديدا بمنطقة «الرمان» الى الشروع في حزم حقائبها والفرار من منازلها بعدما اقتربت النيران بشكل كبير من المنطقة المأهولة وهو ما خلق أجواء دراماتيكية وسط العائلات المهددة والتي وجد أفرادها من الشباب والأطفال أنفسهم مجبرين على الاعتماد على وسائلهم الخاصة للتصدي لألسنة اللهب ومنعها من الوصول الى منازلهم . هذا وكانت موجة الحرائق التي شهدها اقليم ولاية جيجل خلال الأسابيع الثلاثة الماضية من الشهر الجاري قد تسببت في اتلاف قرابة ألفي هكتار من الغابات و هو رقم وعلى الرغم من ضخامته إلا أنه يبقى بعيدا عن رقم السنة الماضية التي دمر خلالها ما لا يقل عن(14) ألف هكتار من الأراضي الغابية وذلك في حصيلة اعتبرت الأسوأ في تاريخ ولاية جيجل منذ فجر الاستقلال.