قام، أمس، حسين نسيب وزير الموارد المائية بزيارة عمل و تفقد إلى ولاية عنابة كان ينتظر من وراءها أن يتخذ عدد من القرارات بخصوص الفضائح التي تشهدها شركة المياه والتطهير للطارف وعنابة (سياتا)، غير أن الوزير فوجئ الجميع بقرار مخالف للتوقعات. اعلن الوزير نسيب خلال هذه الزيارة تأجيل الفصل في قضايا سوء التسيير حسب تعبيره، التي تشهدها (سياتا) إلى نهاية السنة، وكشف نسيب عن أن وزارته تدرس حاليا جملة من “القرارات الهامة” التي قال بأنها لم تنضج بعد، لاتخاذ واحدة منها قبل نهاية السنة الجارية، وذلك من أجل تحسين الخدمة العمومية في قطاع المياه بولايتي الطارف وعنابة، حيث عبر الوزير عن عدم رضاه على طريقة التسيير في “سياتا”، وفي هذا الخصوص كان سؤال “اخر ساعة” حول تماطل الوزارة في اتخاذ إجراءات لإيجاد حلول للمشاكل التي تعاني من الشركة، خصوصا وأن الوزير عبر قبل سنة عن نفس الموقف وطوال هذه المدة لم يتخذ أي إجراء كان من شأنه أن يقلل على الأقل من حجم الثغرة المالية المسجلة بالشركة والتي تقدر بحوالي 12 مليار، وفي رده أوضح الوزير أن الوزارة وعلى مدار السنة الماضية حاولت التعاقد مع شريك أجنبي من خلال الإعلان مناقصة دولية إلا أن هذه الأخيرة فشلت بسبب تخوف الشركات الأجنبية من الدخول في شراكة مع “سياتا” بسبب الوضع الصعب الذي توجد فيه الشركة حسب الوزير، مؤكدا أن الحل المقبل سيكون جدري ولا رجعة فيه، حيث تزويد قطاع المياه بإمكانيات معتبرة تطور من عمل “سياتا” قبل نهاية السنة، وعن الثغرة المالية أكثر نسيب أن المتورطون فيها لا يمثلون عمال “سياتا” بل يمثلون أنفسهم فقط، لافتا إلى أن القضية في أروقة العدالة، أما فيما يتعلق بالنزاع القضائي في المحاكم الدولية مع الشريك الألماني السابق والمتمثل في شركة “غلسن فاسر”، فأوضح المتحدث أن هذا الأخير تأكد من ضعف موقفه في القضية وهو ما دفعه إلى تقديم طلب إلى الوزارة من أجل حل المشكل بطريقة ودية، حيث أكد نسيب أن الوزارة رحبت بهذا القرار شرط أن لا يعود الشريك الألماني مرة أخرى إلى القضاء. يشار إلى أن الوزير وخلال زيارته للمشاريع التابعة لقطاعه أعلن عن برنامج استعجالي خصص له غلاف مالي قدره 500 مليون دينار من الصندوق الوطني للمياه، من أجل القضاء على النقاط السوداء في شوكة توزيع المياه الصالحة للشرب وذلك تمهيدا لإعادة تهيئتها كليا، لافتا إلى أن المواطن العنابي سيتمكن من التزود بالمياه على مدار 24 ساعة في غضون ثلاث سنوات.