كشفت مصادر مسؤولة من قطاع التجارة ل « آخر ساعة» أن الوزارة الوصية أمرت مديرياتها الجهوية ومن خلالها المديريات الولائية بالتحقيق حول مدى التزام مؤسسات صنع ملح الطعام بالمعايير اللازمة، وذلك بعد أن وقفت الوزارة على عدم إضافة هذه المؤسسات مادة اليود فيه وهو ما يشكل خطرا كبيرا على صحة المواطنين يبدو أن المواطن الجزائري مكتوب عليه أن يعيش المعاناة بمختلف أوجهها، فالإضافة إلى التهاب الأسعار ومختلف المشاكل الاجتماعية، يجد المواطن نفسه مضطرا لتناول مواد غذائية لا تستجيب للمعايير، وهو ما يجعلها تهديدا كبيرا على صحته، وبهذا الخصوص كشفت مصادر « آخر ساعة» أن وزارة التجارة أمرت مديرياتها بفتح تحقيق مع منتجي ملح الطعام، وذلك بعد أن وصلت إلى مقر الوزارة العديد من التقارير التي تشير إلى عدم التزام المنتجين بإضافة مادة اليود إلى الملح، حيث يتسبب غياب هذه المادة عن ملح الطعام في إصابة المواطنين بتضخم الغدد الدرقية، فمادة اليود تعتبر ضرورية في نشاط الغدة الدرقية، وحسب ما أشارت إليه مصادر «آخر ساعة» فإن الوصاية طالبت بإجراء تحقيقات ميدانية عن هذا الأمر وتزويدها بتقارير مفصلة حوله، وذلك من خلال معرفة مصدر الملح غير الشرعي بالإضافة إلى إجراء تحاليل مخبرية على الملح المعلب الذي تنتجه المؤسستان الوحيدتان اللتان تنشطان في مجال إنتاج الملح بالجزائر، وذلك للتأكد من نسبة اليود في الملح. المؤسسات لا تضيف اليود تجنبا لشرائه بالعملة الصعبة وأشارت مصادرنا إلى أن وزارة التجارة ومن خلال التنسيق مع وزارة الصحة وقفت في السنوات الأخيرة على تزايد الإصابات وسط الجزائريين بمرض تضخم الغدة الدرقية، وهو المرض الذي يكون المتسبب الرئيسي فيه غياب مادة اليود عن ملح الطعام، حيث ترفض المؤسسات المنتجة استيراد اليود من الأسواق العالمية بالعملة الصعبة ولو كان ذلك على حساب صحة المواطن، وحتى لو تمت إضافة اليود إلى الملح فإنه لا يتم بطرق علمية باعتبار أن المنتجين لا يتحكمون في تقنية إضافة هذه المادة إلى الملح، يضيف المصدر الذي أشار إلى أن المواطنين مطالبون بتفادي شراء الملح الذي يباع بطريقة غير شرعية حتى و لو كان سعره منخفضا، باعتبار أن هذا الملح ينقل مباشرة من مصادره الطبيعية إلى البيع مباشرة دون القيام بعملية معاجلته وإضافة مادة اليود إليه. المخابز تستعمل ملحا غير مطابق لانخفاض ثمنه ومن جهته المخابز تلعب دورا هي الأخرى في التلاعب بصحة المواطنين وذلك من خلال استعمالها ملحا غير مطابق في إنتاج الخبز، حيث تلجأ المخابز إلى هذا الأمر من أجل رفع هامش الربح باعتبار أن الملح الخالي من اليود سعره يكون أقل بنسبة كبيرة من الملح المعالج، حيث أوضحت المصادر بهذا الخصوص أن الوصاية طلبت مديرياتها بتوعية وتحسيس الخبازين بخطورة هذا الأمر وضرورة تفاديه، وذلك قبل اتخاذ إجراءات ردعية بحقهم، رغم أن الخبازين يلجؤون إلى تجهيز عجينة الخبز والمواد الأولية ليلا وهو ما يصعب على فرق الرقابة ضبطهم متلبسين باستعمال الملح غير المطابق، إلا أن الوزارة أمرت بتشكيل لجان خاصة تعمل ليلا من أجل الوقوف في وجه هذه الظاهرة.