تحولت العديد من المؤسسات التربوية بجيجل خلال الأيام الأخيرة إلى فضاءات للأعراس والسهرات الصاخبة وذلك بعدما تم فتحها أمام مختلف أفواج الكشافة وكذا التعاضديات العمالية بمناسبة موسم الاصطياف الذي بلغ ذروته بعاصمة الكورنيش جيجل ورغم الوعود التي أطلقتها وزيرة التربية نورية بن غبريط قبل أقل من شهرين وبالتحديد منتصف شهر جوان الماضي على هامش الزيارة التي قامت بها إلى ولاية جيجل من أجل إعطاء إشارة انطلاق امتحانات نهاية التعليم المتوسط والتي تعهدت من خلالها بعدم فتح المدارس مجددا أمام المصطافين وجموع الكشافة احتراما لهذه المنارات العلمية وحفاظا على هذه الأخيرة من كل أشكال التخريب والعبث التي لطالما طالتها في هذه المناسبة السياحية إلا أن هذه التعليمات ذهبت مجددا أدراج الرياح ، بدليل تحوّل العشرات من المدارس والمؤسسات التعليمية خلال الأسابيع الأخيرة أو بالأحرى منذ نهاية رمضان إلى فضاءات للتخييم بعدما غزاها المئات من الزوار من مختلف الأعمار ، بل أن بعض هذه الأخيرة تحوّلت إلى فضاءات «للشطيح والرديح « بسبب الموسيقى التي تنبعث منها صباح, مساء وكذا الحفلات التي تقام بها والتي أزعجت حتى بعض السكان الذين توجد منازلهم على مرمى حجر من هذه المؤسسات التربوية ، وهذا دون الحديث عن التخريب الذي سيلحق بمنشآتها وهياكلها عاجلا أو آجلا والذي سيتم اكتشافه حتما مع بداية الموسم الدراسي المقبل الذي لم يعد يفصلنا عنه سوى شهر واحد . وأبدت بعض النقابات التابعة لقطاع التربية بجيجل انزعاجها الكبير من عدم تطبيق تعليمات الوزارة الوصية بشأن عدم فتح المؤسسات التربوية أمام المصطافين والسياح والضرب بهذه الأخيرة عرض الحائط كما كان يحدث في كل مرة متسائلة عن موقف وزيرة القطاع لما أسمته بالعبث السائد وسط هذه المؤسسات والذي سيدفع ثمنه التلاميذ والأساتذة العاملون بهذه الأخيرة وهم الذين يعانون أصلا من النقائص الكثيرة التي تشكو منها هذه المؤسسات التي تحولت الكثير منها إلى أطلال بفعل تداعي هياكلها وحتى جدرانها التي باتت آيلة للسقوط على رؤوس التلاميذ.