تعود دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط لزيارة الجزائر مجددا، بعد فوز وهران بحق تنظيم البطولة في نسختها التاسعة عشر المقررة صيف 2021، لتكون المرة الثانية في التاريخ التي تنظم هاته التظاهرة بالجزائر، بعد دورة 1975، وبذلك يتجدد العهد بعد انتظار دام لأكثر من أربعين سنة. «فوز وهران جاء بعد عمل شاق وتحركات سياسية و رياضية شاقة» فوز مدينة وهران بحق تنظيم ثالث أكبر تظاهرة رياضية في العالم، جاء بعد عمل شاق وتحركات لعدة شخصيات سياسية ورياضية وفنية، اتحدت مع بعضها البعض من أجل ضمان الفوز الذي كانت نتيجته ساحقة، حيث فازت وهران بنتيجة 51 صوتا مقابل 17 لملف صفاقسالتونسية، ما يؤكد أن الثقة في مدينة الباهية كانت كبيرة من طرف دول البحر المتوسط التي تمثل القارات الثلاثة. «دورة المتوسط تعود للجزائر بعد 40 سنة من الانتظار« وكانت الجزائر قد استضافت مرة واحدة هذه الألعاب عندما أقيمت دورة 1975 بالعاصمة الجزائر، بينما استضافتها العاصمة تونس مرتين الأولى عام 1967 والثانية عام 2001، ومن أبرز المعطيات التي دعمت ملف وهران الباهية لاستضافة دورة الألعاب المتوسطية أن المشاريع الرياضية واللوجيستية الموجهة لهذا الحدث في طريق الإنجاز، فالملعب الأولمبي الذي يسع 40 ألف مقعد سيجهز العام المقبل، بينما يتوقع أن تسلم القرية الاولمبية عام 2017 أي قبل أربع سنوات من موعد انطلاق الدورة، علما أنها تبعد ب12 دقيقة على مطار وهران الدولي. السيولة المالية حضرت في ملف وهران، وخذلت التونسيين يعد الغلاف المادي المخصص لتنظيم ألعاب البحر الأبيض المتوسط أحد أكبر الأسباب التي حسمت الفوز إلى صالح الجزائر، وهو الأمر الذي ركزت عليه لجنة التصويت التابعة للجنة الأولمبية المتوسطية، حيث قامت باستجواب الوفدين الجزائريوالتونسي عن توفر السيولة المادية، ومقدار الغلاف المالي المخصص للدورة. الجزائر خصصت مبلغ 50 مليون دولار لدورة وهران خصصت الجزائر مبلغ 50 مليون دولار سيتم صرفه أثناء تنظيم الدورة، يضاف اليها أموال معتبرة قامت باسثمارها الحكومة الوطنية من أجل تطوير البنية التحتية لوهران، من تطوير وسائل النقل والمرافق السياحية التي ستأخذ بعدا عالميا في الفترة القادمة، حيث سنشاهد وجها أكثر جاذبية لوهران، التي ينتظر أن تصبح من أفضل الولايات في الوطن جذبا للسياح. تدخل سياسي لوزير الخارجية لعمامرة تدخل وزير الخارحية رمضان لعمامرة من أجل القيام بعمل كبير لحشد الدعم اللازم لملف وهران، حيث تكفل الوزير بتنفيذ أوامر السلطات العليا ونجح في إقناع غرف تجارية لدول أجنبية، وسفراء من اجل منح أصوات بلدانهم للجزائر، كما قام لعمامرة بلعب دور المروج لملف وهران لدى قادة السياسة. ونجح لعمامرة في اقناع عدة دول، وبالأخص الدول الأوربية التي صوت أغلبها لصالح الملف الجزائري، يضاف اليها تصويت دول عربية شقيقة كانت قد منحت كلمة الشرف للعمامرة في وقت سابق. صدق بيراف وفازت الغابون، صدق بيراف وفازت وهران يعد رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية من بين أكثر الشخصيات الجزائرية حنكة في التسيير، وهو الأمر الذي نلاحظه بوضوح في التطور الكبير الذي عرفته اللجنة الاولمبية الوطنية في عهده، ونجاحه في تحويل مشاكل اللجنة في العهدة السابقة إلى هيئة تتصارع عليها المؤسسات من أجل منحه أموال الرعاية. بيراف لديه علاقات وثيقة بالعديد من رؤساء اللجان الأولمبية في العالم، بدليل أنه نجح في اقناع العديد منهم في زيارة الجزائر وحثهم على التوسط لوهران. بيراف الذي صنع الحدث بداية السنة الحالية عندما كشف تلاعب الكاف ومنحها حق تنظيم كان 2017 للغابون على حساب الجزائر، عاد ليصنع الحدق ويصدق في تصريحاته عندما أكد أن النجاح ينتظر ملف وهران ببيسكارا، وأن الدعم الكبير موجود بعد الوعود الحقيقية التي تلقاها من زملائه في بقية اللجان المتوسطية. وهران تعرف وثبة غير مسبوقة وتعرف وهران الغنية بتاريخها و التي ستنظم دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط لسنة 2021 بحول الله، وثبة غير مسبوقة في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية ومن خلال المشاريع الضخمة مثل الحظيرة التكنولوجية وتوسعة الترامواي وإنجاز محطة المسافرين الدولية الجديدة للنقل الجوي والمركب الاولمبي لبلقايد والقرية المتوسطية المستقبلية وطريق الضاحية الخامس فضلا عن المرافق الرياضية والفندقية التي تتوفر عليها. وستزدان مدينة وهران بالمركب الأولمبي الجديد «عبد القادر فريحة«، المرشح لاحتضان مباريات الخضر في المستقبل و كذا نهائي كأس الجزائر لهذا الموسم، كما سيكون الملعب ذاته هو مسرح مقابلات المحاربين لحساب تصفيات كأس العالم في روسيا 2018. ويقع ملعب وهران الجديد في القطب الحضري والجامعي الجديد بالمنزه التابع لبلدية بير الجير عند المدخل الشرقي لوهران الكبرى، وهو يقع قبالة للقطب الجامعي الجديد «أبو بكر بلقايد»، ويعدّ هذا الملعب من أجمل الملاعب في القارة السمراء سواء من حيت طريقة البناء أو الأرضية وباقي المرافق الرائعة. وما سيزيد الملعب المذكور وهجا بهاء الباهية وحماس الجمهور الوهراني المولع بكرة القدم، وهو ما يؤشر نظريا على أنّ «الخضر» سيكونون في أحسن حال خلال الطريق إلى موسكو على أمل المحافظة على مكانتهم ضمن النخبة العالمية للمرة الثالثة على التوالي والخامسة في تاريخهم.