ما تزال حمامات مدينة قسنطينة التي يعود تاريخ بناءها إلى العهد العثماني محافظة على شكلها و هندستها و وظيفتها، و يبلغ عددها حوالي 20 حماما ما يزال سكان المدينة يقصدونها و يفضلونها عن الحمامات العصرية، ولعل أول حمام بناه الأتراك كان حمام ثلاثة الكائن بحي الشط، و يطلق عليه أيضا اسم حمام الهواو كونه بني فوق المنحدرات أما سبب تسميته بحمام ثلاثة لأنه كان الوحيد الذي حدد سعره بثلاثة صوردي بينما في الحمامات الأخرى بخمسة.وتعاني اليوم هاته الحمامات التاريخية بعاصمة الشرق الجزائري من غياب شركة مختصة في تسيير هذه المرافق ذات الأبعاد التراثية، حيث انتقد باحثون بمركز البحث في الأنثربولوجيا الاجتماعية و الثقافية على هامش فعاليات الملتقى الدولي «الحمام في البلدان المتوسطية» الذي احتضنته جامعة قسنطينة 3، عن المعايير التي تم من خلالها إخضاع حمامات شعبية دون سواها للترميم ضمن مشروع الترميمات الذي استفادت منه المدينة القديمة في إطار عاصمة الثقافة العربية، مشيرين إلى غياب دراسات دقيقة في هذا السياق، و تأسفوا لغياب شركة تسيير لمثل هذه المرافق التاريخية مثلما هو موجود بدول الجوارحيث أن الكثير منها أغلق و غيّر بعضها الآخر نشاطه التجاري، لأسباب كثيرة حالت دون صمود أكثرها، و من بين الحمامات الأخرى المعروفة في قسنطينة نذكر حمام دقوج و يعد بدوره من أقدم الحمامات, و قرب غرفة الاستراحة به يوجد ضريح سيدي دقوج و حمام بولبزايم الموجود بشارع الأربعين شريفا، حمام بن حاج مصطفى و حمام بن شريف، الواقعان بالشط و حمام أولاد سيدي الشيخ و يقع بالبطحاء، و حمام بن نعمان و الكائن أمام مسجد السيدة حفصة وحمام سيدي راشد بالسويقة و حمام بن جلول و حمام لعويسات, بشارع قيطوني عبد المالك و حمام بوقفة و يوجد برحبة الصوف، وحمام بلبجاوي, و يوجد بسيدي بوعنابة.و يعتقد سكان المدينة أن للحمامات التركية المعروفة بدرجة حرارتها المرتفعة و بخارها وظيفة سامية في المحافظة على الصحة و تساعد على راحة و إنعاش الجسم, وقد ظلت المواقيت الخاصة بالنساء و الرجال ثابتة حتى الآن, حيث تخصص الفترة الصباحية للنساء و المسائية للرجال.