قال عبد الوهاب زكار، المدير العام للديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية، إن إعادة تأهيل السويقة السفلى بقسنطينة بمجرد استكمال أشغالها ستسمح ببروز "صورة جد أخاذة" لمدينة الجسور المعلقة كما ستعطي واجهة مغايرة تماما عن عروس الشرق الجزائري. وقال المسؤول إن ورشة إعادة تأهيل هذا الجزء من هوية المدينة ستسمح ب"إخراج جزء هام من المدينة من دائرة النسيان" وهو الجزء الذي انطفأ تدريجيا بسبب انهيار بعض المباني واختفاء أخرى. وأفاد في هذا السياق بأنه في أعقاب الأشغال التي يجري القيام بها ستبرز من جديد عديد المباني بالسويقة السفلى علاوة على إعادة المباني المجاورة وعديد المدابغ المعروفة بهذه المنطقة إلى هندستها المعمارية الأصلية. وأشار السيد زكار إلى أن ورشة السويقة السفلى بلغت مرحلة "جد متقدمة" قبل أن يكشف أن الحفريات الأثرية الموجهة ل"استرجاع قطع من الموزاييك والخزف المزخرف وغيرها من التحف المعمارية التزيينية القيمة بغية إعادة استعمالها" توشك على الانتهاء بالمناطق المستهدفة. وفيما يتعلق بتاريخ تسليم هذه المشاريع الضخمة الخاصة بإعادة التأهيل أكد زكار أنه سيتم تسليم 30 بالمائة من المشروع قبل 16 أفريل 2015 وهو تاريخ إعطاء إشارة الانطلاق الرسمية لتظاهرة "قسنطينة عاصمة للثقافة العربية لعام 2015". من جهة أخرى، أشار المتحدث إلى أن أية عملية ترميم للمباني العتيقة "تتطلب الوقت والصبر"، موضحا أن 30 بالمائة من بقية الورشات ستستلم "خلال الحدث الثقافي" فيما ستستكمل بقية الورشات بعد التظاهرة. واستنادا إلى المصدر نفسه يعتزم الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية جعل مشروع إعادة تأهيل السويقة السفلى "ورشة مفتوحة أمام الزوار من أجل تحسيس المواطنين أكثر بالجهود المبذولة من أجل إعادة تجديد التراث المعماري". وقد أسندت عملية إعادة تأهيل السويقة السفلى المدرجة في إطار تظاهرة "قسنطينةعاصمة للثقافة العربية لعام 2015" إلى 21 مكتب دراسات من بينهم 14 مجمع فرنسي جزائري متخصص في إعادة تأهيل المباني العتيقة وهي المشاريع التي تشرف عليها جميعها ملحقة الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية بقسنطينة. ومن بين المباني المعنية بالترميم يوجد دربان درب بن شريف وبن الشيخ لفقون و5 فنادق من بينهم الزيات رحبة الجمال و4 حمامات مغاربية بولبزايم والبطحة إضافة إلى 9 مساجد بالمدينة العتيقة من بينهم مسجدا التيجانية الأسفل والأعلى. وتم تسخير غلاف مالي ب7.7 ملليير د. ج للقيام بجميع هذه المشاريع حسب المدير العام للديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية.