أعلن والي ولاية عنابة « يوسف شرفة « عن اتخاذ قرار بإخلاء المحيط البيئي المحاذي لحي الريم من محطات خلط الإسمنت المتواجدة بالقرب من مدخل ملعب 19 ماي 56 بالطريق الوطني رقم 44 وجاء تصريح المسؤول الأول على الجهاز التنفيذي لولاية عنابة خلال أشغال اليوم الثاني من الدورة العادية للمجلس الشعبي الولائي أول أمس الخميس وذلك من أجل المحافظة على الوجه اللائق للمدينة وحماية البيئة من التلوث الذي تتسبب فيه محطتان ضخمتان لخلط الإسمنت . معلنا في هذا الصدد أنه سيتم توجيه إعذرات لصاحبي المحطتان المتواجدتين بالمنطقة المذكورة بغرض إخلاء المكان.قرار والي الولاية لقي استحسان أعضاء المجلس الشعبي الولائي وممثلي المجتمع المدني الذين كانوا حاضرين خلال أشغال الدورة . من جهتهم منتخبون بالمجلس الشعبي الولائي أكدوا ل« آخر ساعة « على هامش الدورة العادية أن قرار الوالي يوصف بالحازم خاصة بعد عدة سنوات من قيام مستثمرين بإنجاز محطتين ضخمتين لخلط الإسمنت استوليا من خلالهما على مساحة كبيرة من المحيط البيئي لمستنقع طبيعي كانت تحج إليه سنويا المئات من أنواع الطيور المهاجرة إلا أن التوسع الفوضوي لأصحاب هاتين المحطتين الإسمنتيتين وتسببهما في رمي آلاف الأطنان من الأتربة وفضلات البناء على طول محيط المستنقع قلّص من حجمه وزاد من نسبة تلوث مياهه مما تسبّب في هجرة الطيور. للإشارة فإن برلمانيين كانوا قد طالبوا منذ سنتين وزارة البيئة والسلطات الولائية لولاية عنابة بالتدخل الفوري لسحب الرخص الممنوحة لهؤلاء الأشخاص بعدما تمكنوا من الاستيلاء على هذه الأراضي الرطبة واستدعاء المديرين التنفيذيين للاستفسار لديهم عن المسؤول عن هذه الكارثة الإيكولوجية التي تسببت فيها محطات خلط الإسمنت .كما استغربوا من التعدي على المحيط البيئي داعين إلى التدخل لحماية الأراضي الرطبة والممتلكات العمومية من التعدي من طرف هؤلاء أصحاب محطات خلط الإسمنت الذين استغلوا «تراخيص مؤقتة» للاستيلاء بطريقة دائمة على هذه الأراضي دون وجه حق. علما أنه في سنة 2002 حسب مصادر برلمانية قامت مديرية التعمير بالولاية والمصالح البلدية بوضع تخطيط ودراسة في هذه الحديقة المائية وكان وزير البيئة الأسبق شريف رحماني قد قام بزيارة هذا الموقع واطلع على هذه الدراسة .