مقابل فشل الشركة الألمانية «سياتا» بعنابة والطارف تمكنت الشركة الفرنسية «سيال» المكلفة بعملية التطهير وتوزيع المياه بالجزائر العاصمة من القضاء على أزمة المياه ليتزود السكان بالمياه على مدار 24 ساعة كاملة وذلك ضمن المخطط التوجيهي لتمديد شبكة توزيع المياه إلى غاية 2025وحسب تصريحات المسؤول الأول بالشركة الفرنسية إلا أنه قبل الوصول إلى تمديد ساعات التزود بالمياه بصفة يومية تم تجديد نحو 190 ألف كلم من شبكة نقل مياه الشرب مع إعادة ربط 53 ألف مشترك بعدادات جديدة لضمان التوزيع بنظام 24 ساعة في اليوم حيث تمت تغطية 55 بلدية أي ما يعادل 99,1 بالمئة من المناطق المعنية بتوزيع المياه بصفة دائمة في حين يعيش سكان ولاية عنابة في كل مرة أزمات في توزيع المياه متتالية السبب الرئيسي فيها هو الأعطاب المتتالية التي تصيب القناة الرئيسية الرابطة بين سد ماكسة بالطارف والخزان الرئيسي بولاية عنابة علما أن القناة تعد من بين النقاط السوداء التي عجلت برحيل الشركة الألمانية التي لم تضع مخططا لتجديد القناة التي تعود إلى فترة الستينات حيث باتت لا تستوعب معدل المياه التي تضخ بها بصفة يومية لتصاب بأعطاب من حين إلى آخر تغرق على إثرها الولاية إلى جانب معظم بلديات ولاية الطارف في أزمة خانقة في حين ركزت الشركة الفرنسية على تجديد القنوات قبل توسيع دائرة التزود بالمياه لم تحرك شركة «سياتا« أو المسؤولون عليها ساكنا لإعادة تجديد القنوات المهترئة التي تعود في أغلبها إلى سنوات الستنيات والسبعينات مما جعل أغلب المياه تضيع في التسربات علما أن الشركة الفرنسية تحظى بمتابعة خاصة من طرف السلطات العليا حيث وجد الفرنسيون أنفسهم مجبرين على تقديم تقارير خاصة للحكومة أو الوزارة الوصية لضمان إخراج العاصمة من الأزمة الحادة التي كانت قد فجرت غضب سكان الولاية رقم واحد بالجزائر في العديد من المناسبات لتتحول في ظرف بضعة سنوات إلى مثال للتزود بالمياه في حين تغرق ولايتا عنابة والطارف في أزمات حادة للإشارة فإن بعض المناطق لم تتزود بالمياه منذ عدة أشهر خاصة بالطارف ومن بين أهم الأسباب التي عجلت برحيل الشركة الألمانية «سياتا« هو فشلها في تسيير القطاع وضمان تغطية شاملة على مدار 24 ساعة لسكان عنابة بل العكس شهدت الولايات أزمات حادة لم تشهدها من قبل لتعلن بعدها أزمة مالية حادة لتخلق إرثا تقيلا للجزائرية للمياه على رأسها الديون المتراكمة وفضائح التسيير وكذا تأزم الوضع واهتراء القنوات الرئيسية الخاصة بنقل المياه بعنابة لتجد الجزائرية للمياه نفسها وجها لوجه في مواجهة غضب الجبهة الاجتماعية التي تنذر بالانفجار خاصة مع تأزم الوضع وحلول فصل الصيف.