صنعت السهرة السادسة لمهرجان تيمقاد توفيقا آخر يضاف الى سهرة الزهوانية، فرغم أن لكل جمهوره ولكل فنان حضوره المميز، يعكسه التفاعل المتباين للجمهور على المدرجات فلقد استطاعت الفنانة الفلسطينية المختصة في جراحة الاعصاب ان تلج قلوب الجزائريين وتغوص بهم في أعماق التاريخ والتراث الفلسطيني، من خلال الحضور القوي على الخشبة، لجمهور يكتشفها للمرة الاولى، فكانت فيروز الصغيرة، بصوت شجي وأداء راق، فكانت النجمة التي اضاءت سماء تاموقادي في سهرة مزجت فلسطينية جزائرية رائعة، سهرة اعادت الجمهور الى الزمن الجميل، مثلما أرادتها دلال أبو آمنة ان تكون، فغنت الفلكلور الفلسطيني وتراث ما قبل النكبة، كما غنت واحدة من أروع ماغنت فيروز «زهرة المدائن»، وعديد الاغنيات التراثية على غرار «فوق النخل»، وبالدبكة الفلسطينية غنت «على دلعونة»، واختتمت ب «موطني»، حيث كانت في كل مرة وبين وصلة غنائية واخرى تشيد بالدور الريادي للجزائر، بالشعب الجزائري والثورة الجزائرية، كان فيها الجمهور يبادلها عبارات تعكس موقفه من القضية الفلسطينية فكانت «فلسطين الشهداء» على تغادر ثغره.ورغم ان الجمهور كان من نصيب كادير الجابوني الذي بات وفيا لطبعات المهرجان المتعاقبة لحوالي 08 مرات، الا انه تفاعل انسانيا وفنيا مع الفنانة الفلسطينية التي أمتعت الجمهور وكانت النجمة دون منازع، إذا ما تم تقييم السهرات الفنية للمهرجان الستة، وهو ما جعلها تأخذ حصة الاسد من الوقت وتمتع جمهورها الذي كسبت الرهان وضمته الى صفها من خلال حضورها وأدائها الذي شجعها على تقديم مختلف الوصلات الغنائية رفقة فرقتها، كما لم يكن محبوب الشباب كادير أقل حظا منها، فقد تعود هو على جمهور تاموقادي وتعود هذا الاخير عليه، ففي الوقت الذي صنع كادير جمهوره بتيمقاد وتعود عليه، فإن له مكانة خاصة في مهرجان تيمقاد، وهو ما عكسه تفضيله اطلاع جمهوره على جديده ويكون أول من يستمع اليه قبل صدروه، فمزج أداؤه بين الجديد من اغانيه والقديم منها، على غرار أغنيته الجديدة «هذا العام نجبد روحي»، بالإضافة الى «وعلاش»، «ماماميا»، «جرحي مابرا»، «جور أبري جور»، «ندابزو ونولو»، كما امتع محبيه بأغنية «الخاوة» التي كان كادير قد آداها في شارة مسلسل الخاوة كأول تجربة له في أداء اغنية الشارة.هذا وبحكم أن اغلب جمهور تاموقادي على تنوعه ابن منطقة الاوراس، فإن للأغنية الشاوية نكهة خاصة بالنسبة له، وهو الطابع الذي بات لا يغادر الركح من خلال ادراج فنان كل سهرة نزولا عند رغبة واذواق الجمهور، الذي يتجاوب في كل مرة مع الفنانين في الطابع الشاوي بطريقة مميزة سواء من خلال ترديد الاغاني أو من خلال الرقصات التي تلهب المدرجات، وهو ما حصل مع الفنانة «حورية عايشي» التي أبت هذه المرة على خلاف مشاركاتها السابقة في المهرجان إلا أن تجول بجمهورها عبر عديد الطبوع الجزائرية من خلال إعادتها لأغان مميزة لفنانات كن قد سبقنها في هذا المجال، فامتعت الجمهور بأغنية «قوماري» لعايشة لبقع، والعاصمي لفضيلة دزيرية «أنا طويري»، والقبائلي للجوهرة اغنية «ثورا» بمعنى «الآن» واخرى لشريفة بعنوان «مبروك الفرح»، وللشيخة الريميتي غنت «انا وغزالي»، لتصنع بذلك هي الاخرى الاختلاف وتغوص بالجمهور في مختلف الطبوع الجزائرية لسيدات متميزات على الساحة الفنية الجزائرية، هذا فيما كان جمهور حورية عايشي مشتاقا لأغنية «ياالصالح» التي تفاعل معها بشكل ملفت وقبل بدايتها، فكانت السهرة السادسة متميزة تميز فنانين اثبتوا تواجدهم الفني في تواصل مع جمهور كان ذواقا لمختلف الطبوع الغنائية فكان المكتشف والمتحكم في نجاح مختلف السهرات من خلال حضوره وتفاعله وتجاوبه الذي كان في كل مرة يصنع الفرق ويعرف الفنان بالقائمين على المهرجان بميوله، وهو ربما ما ستعمل محافظة المهرجان على أخذه بعين الاعتبار خلال الطبعات القادمة، خصوصا وأن المهرجان يقام للجمهور للتبادل الثقافي والتعريف بمختلف الطبوع العربية، والاجنبية على غرار الفنانة الفلسطينية دلال أبو آمنة التي تشارك لأول مرة في الجزائر وتكسب جمهورا أثبت خلال السهرة اعجابه بها، هذا وتختتم سهرة اليوم فعاليات الطبعة ال 39 لمهرجان تيمقاد الدولي والتي من المنتظر ان يكون نجمها الشاب مامي بالاضافة الى نخبة من الفنانين الجزائريين في طابع الشاوي.