سجلت محاولات الهجرة السرية بين شبان ولاية جيجل ارتفاعا غير مسبوق في الفترة الأخيرة حيث أحصت الجهات الأمنية مالا يقل عن ثمانية وخمسين شخصا ينحدرون من ولاية جيجل تم توقيفهم منذ مطلع السنة الجارية في قضايا تتعلق بمحاولة الهجرة السرية إلى أوروبا انطلاقا من ولايات مجاورة وحتى بولايات الغرب الجزائري ، ويوجد من بين هؤلاء الموقوفين مالا يقل عن خمسة قصّر لم يبلغوا ال 18 سنة بعد إضافة إلى ست نساء وهو ما يشكل تحوّلا جذريا في عملية الهجرة السرية بولاية جيجل بعدما باتت هذه الأخيرة تستهوي شرائح واسعة من المجتمع المحلي في ظل المغريات المقدمة « للحراقة» الجواجلة والتي يتبين بعد وقت وجيز بأنها ليست إلا أحلام .وتشير المصادر التي أوردت الخبر إلى تمكن عدد من الشبان المنحدرين من ولاية جيجل من تحقيق بلوغ الضفة الأخرى من المتوسط انطلاقا من شواطئ ولاية عنابة ووهران على وجه التحديد بعد أسابيع من الإبحار ، في حين مازال مصير البعض منهم مجهولا إلى اليوم بحكم أن أخبارهم انقطعت بعد أيام من تلقي عائلاتهم لأخبار تفيد بوصولهم إلى ايطاليا وحتى اسبانيا انطلاقا من شواطئ دوّل مجاورة على غرار تونس وليبيا . وبات العشرات من شبان عاصمة الكورنيش جيجل أو من يسمون بالحرّاقة عرضة للنصب والاحتيال نتيجة إقبالهم على هكذا نوع من الهجرة حيث رفع قبل أسابيع قليلة عدة شبان ينحدرون من ولاية جيجل دعوى ضد أشخاص من ولاية عنابة بتهمة النصب والاحتيال بعدما أوهموهم ببلوغ الضفة الأخرى من المتوسط مقابل مبالغ تجاوزت بالنسبة لبعضهم حاجز الخمسين مليون سنتيم غير أن هؤلاء الشبان الذين كانوا ضمن فوج من « الحراقة» المنحدرين من عدة ولايات من الوطن أصيبوا بصدمة كبيرة بعد انقطاع أخبار الجهة التي دفعوا لها هذه الأموال دون أن يتمكنوا من تحقيق حلمهم وركوب قوارب الموت المؤدية إلى الجنة الموعودة وهي القضية التي تواصل مصالح الأمن التحقيق فيها بهدف الوصول إلى الفاعلين .