لا حديث وسط سكان ولاية جيجل هذه الأيام سوى عن المشاريع الكبرى التي تعرف توقفا كليا أو جزئيا على مستوى مناطق عدة من عاصمة الكورنيش والتي كان يفترض أن ترتقي بحياة هؤلاء نحو الأفضل فضلا عما كانت ستخلقه من مناصب شغل بات سكان الولاية في أمس الحاجة إليها في ظل ما تعرفه معدلات البطالة بها من تصاعد غير مسبوق . م. مسعود وباتت هذه المشاريع الموزعة على عدة قطاعات حساسة منها الأشغال العمومية ، البناء ، الصحة وحتى التعليم العالي محور حديث الجواجلة الذين باتوا يتساءلون عن مصير هذه الأخيرة في ظل الجمود الذي تعرفه ولجوء المسؤولين في كل مرة إلى إعادة جدولة تاريخ تسليمها بفعل التأخر الكبير الذي تعرفه والذي حوّلها إلى مشاريع معمرة بل وحوّل ولاية جيجل إلى ولاية للمشاريع النائمة التي تبدأ ولا تنتهي . منفذ جن جن العلمة مثال حي على المشاريع المعمرة بجيجل ولن يحتاج المتأمل لملف المشاريع المعمرة بولاية جيجل إلى طول عناء لعد هذه المشاريع وتمييزها عن غيرها حيث يعد الطريق السريع الذي سيربط ميناء جن جن بالطريق السيار شرق غرب مثال حي هذه المشاريع التي انطلقت ولم تنته بفعل ما تعرفه من تأخر فادح جعل تكلفتها المالية تتضاعف عشرات المرات ، ويكفي القول أن هذا الطريق الذي خصص له غلاف مالي قارب ملياري دولار أمريكي كان من المفروض أن يسلم أواخر السنة الماضية (2016) قبل أن يتقرر تمديد آجال التسليم بثلاث سنوات أخرى أي إلى غاية نهاية (2019) غير أن المعطيات المتوفرة والوتيرة التي يسير بها ما يسمى بمشروع القرن تؤكد استحالة الوفاء بالعهد الذي قدمته الوزارة الوصية لسكان جيجل ومن ورائها مصالح الحكومة التي تصدر ملف هذا الطريق العديد من اجتماعاتها خصوصا على عهد الوزير الأول السابق عبد المالك سلال . مشروع نهائي الحاويات مثال آخر للمشاريع النائمة ولعل ما يقال عن الطريق السريع جن جن العلمة يقال عن مشاريع أخرى بجيجل استحقت تسمية المشاريع النائمة في صورة مشروع نهائي الحاويات بميناء جنجن الذي منح لشركة أجنبية بمبلغ يفوق الألف مليار غير أن هذا المشروع وبعد ثلاث سنوات من انطلاقه لازال يراوح مكانه ولم يتجاوز ال(70) بالمائة من مستوى الإنجاز بعدما كان من المفروض أن يسلم على أقصى تقدير قبل سنة ونصف من الآن غير أن مشاكل كثيرة من قبيل الإضرابات المتكررة للعمال وأمور أخرى أخرت تسليمه رغم الوعيد المتكرر للوزارة الوصية ليتحوّل إلى مثال آخر للمشاريع التي بدأت ولم تنته رغم مرور سنوات طويلة على اعتمادها . ميناء الصيد والنزهة بالعوانة تضاعفت تكلفته مرتين ولم يسلم ومن شرق الولاية إلى غربها حيث يبقى ميناء الصيد والنزهة بالعوانة ينتظر التسليم بعدما اضطرت السلطات لإعادة تقييم تكلفته المالية عدة مرات بعدما كان من المفروض أن لا تتجاوز تكلفته ال 400 مليار سنتيم غير أن المشاكل التي طفت إلى السطح بين المجمع الأجنبي الذي كلف بانجازه والجهة المكلفة بمراقبة المشروع جعلت هذا الأخير يدخل بدوره قائمة المشاريع المعمرة بالولاية ما تسبب ليس فقط في تأخير تسليم المشروع وتضاعف تكلفته المالية بل في إضاعة عشرات مناصب الشغل في قطاعي السياحة والصيد البحري . مشروع جسر غار الباز بزيامة منصورية تعاقب عليه أربع ولاة ولم يكتمل نبقى دائما في غرب الولاية أين لا حديث هناك إلا عن مشروع جسر غار الباز بإقليم بلدية الزيامة منصورية حيث ، سجل هذا المشروع الذي كان يفترض أن يساهم في معالجة أحد أهم النقاط السوداء على مستوى الطريق الوطني رقم 43 في شقه الرابط بين جيجل وبجاية على عهد الوالي السابق أحمد معبد الذي غادر جيجل وجاء بعده ثلاث ولاة آخرين وهم علي بدريسي ، العربي مرزوق وأخيرا بشير فار غير أن هذه المنشأة لم تسلم بعد لتتحول بدورها إلى مشروع معمّر وبامتياز رغم أن الدراسات التي أجريت بشأنها كانت تؤكد بأن انجازها لا يحتاج نظريا سوى إلى سنة ونصف أو عامين في أسوأ الأحوال . القطب الجامعي الثالث، سكنات عدل ومسرح الهواء الطلق أمثلة أخرى على الإهمال وثمة من يتحدثون على وجود نية مبيتة لإبقاء ولاية جيجل في مؤخرة الركب أو بالأحرى في ذيل قافلة التنمية بالجزائر بدليل أن مشاريع أخرى بمئات الملايير انطلقت وتوقفت في منتصف الطريق أو لازالت تسير في أحسن الأحوال بسرعة السلحفاة على غرار مروع القطب الجامعي الثالث بالعوانة الذي قيل عنه الكثير غير أنه لازال يراوح مكانه كما مشروع مسرح الهواء الطلق بالمدخل الشرقي لعاصمة الولاية والذي بات بدوره يعاني الإهمال بعدما توقفت الأشغال به وتحوّل إلى مجرد هيكل إسمنتي تماما كما مشروع سكنات عدل الذي انطلقت أجزاء منه فيما تظل الأجزاء الأهم تنتظر التجسيد وهو ما جعل هذه المشاريع تتمظهر في صورة كاريكاتورية باتت مادة دسمة على مواقع التواصل الاجتماعي . مشاريع بأكثر من خمسة ملايير دولار تنتظر من يحركها فهل من مجيب ؟ و تقدر مصادر على صلة بملف المشاريع النائمة بجيجل القيمة الإجمالية لهذه الأخيرة بأكثر من خمسة ملايير دولار أمريكي وهو المبلغ المرشح للإرتفاع في حال إضافة مشروع المحطة الحرارية ببلارة التي تعاني بدورها من تأخر كبير والتي خصص لها غلاف مالي قارب الملياري دولار وهو ما يعادل تقريبا القيمة المخصصة لمنفذ جن جن / العلمة ، وإذا كانت المعطيات لا تبشر بالكثير من الأمل بخصوص معظم هذه المشاريع فان سكان عاصمة الكورنيش يتطلعون إلى يوم ينفض فيه الغبار عن هذه الأخيرة سيما بعد قدوم الوالي الجديد الذي أكد في مختلف خرجاته بأنه سيعطي هذا الملف الأهمية القصوى وسيجعله في مقدمة أولوياته وذلك في ظل الدعم الذي يحظى به من كل الأطراف لتحرير الولاية من نير التخلف الذي فرض عليها بقدرة قادر .