استرجاع المبالغ المالية يبقى مهمة مستحيلة عشرون 20 قضية اختلاس ببريد الجزائر منذ بداية السنة كشفت مصادر مطلعة من بريد الجزائر، بأن استرجاع الملايير المختلسة من طرف الموظفين، أصبح مهمة شبه مستحيلة، بسبب فرار أغلبهم ومغادرتهم أرض الوطن، وهو ما يسبب خسائر مالية باهضة للمؤسسة سنويا. وقارب عدد عمليات الاختلاس التي تورط فيها القابضون منذ بداية السنة ب20 قضية، وبلغ المبلغ المختلس حدود مليار سنتيم. وسجلت هذه القضايا في حوالي 20 ولاية عبر الوطن. واعتبرت مصادر "آخر ساعة" بأن استرجاع المبالغ المختلسة يبقى مهمة شبه مستحيلة، وتستغرق وقتا طويلا. لكن هناك لعض حالات الاختلاس أو الثغرات المالية التي يقف عليه المفتشون من تسوى فورا، حيث يجبر القابض أو المسؤول على تسديد المبلغ مهما كان الأمر، ويكون في غالب الأحيان مبلغا ماليا بسيطا. وتفطنت فرق التفتيش إلى مسألة هامة، تتعلق بتمكين عدد من التجار ورجال الأعمال من مبالغ مالية من خزينة القباضة، من أجل استثمارها في أعمال ومشاريع، على أن يتم تسديد المبلغ في آخر الأسبوع، ويتحصل القابض أو الموظف على حصته من الأرباح. ويبين هذا تمكن المتورطين في تسديد المبلغ من دون أي مشاكل. وتشير نفس المصادر إلى أن أكبر عدد من القضايا سجل السنة الماضية، بأكثر من خمسين عملية اختلاس أموال من بريد الجزائر، تورط فيها قرابة 60 موظفا، 46 منهم قابضو بريد، وتبقى أكبر فضيحة تلك التي تخص ببريد الشراقة في العاصمة، التي بلغ فيها المبلغ المختلس 45 مليار سنتم. ولا تمثل باقي قضايا الاختلاس المسجلة خلال نفس الفترة وقعت في 25 ولاية، سوى 10 بالمائة من المبلغ المختلس لوحده في الشراقة. ولا يزال ملف القضية على مستوى العدالة، وتسعى مصالح بريد الجزائر لاسترجاع المبلغ المختلس، من خلال حجز ممتلكات المتهم الرئيسي وشقيقه اللذان أنجزا مصانع وفيلات بالملايير المختلسة. وبلغ عدد المتورطين في القضية عشرة موظفين من مختلف المصالح والرتب. يشار إلى أن عمليات السطو التي تتعرض لها مراكز البريد، لا تزال تتكرر خصوصا في تيزي وزو وأمام هذا تقرر غلق حوالي عشرة مراكز متواجدة في مناطق لا تتوفر بها الحماية اللازمة، فيما أبقي على باقي الخدمات الخاصة بالبريد. وتم هذا بعد تشاور مع السلطات الولائية بتيزي وزو. مهدي بلخير