شدد وكيل الجمهورية بمحكمة الحراش أحكامه التي تراوحت بين عامين إلى سبع سنوات سجنا نافذا للمتهمين في اختلاس قرابة 03 ملايير سنتيم راحت ضحيتها الصيدلية المركزية للمستشفيات والتي تمت بتواطؤ عمال بمركز البريد بالإضافة إلى موظفين بالقطاع الصحي لبني مسوس، وذلك من خلال تحويل مبالغ مالية خاصة بالصيدلية، فيما تمسك أغلب المتهمين بإنكار التهم. طرح القضية على محكمة الحراش جاء بعد أن أجلت لمرتين، وجاء في وقت توسعت دائرة التحقيقات التي طالت العديد من موظفي مراكز البريد، التي تورطت هذه المرة من خلال مركز البريد باب الزوار، وفي جلسة علنية مطولة اتهم فيها كل من محاسب مكتب البريد المسمى "ق. يوسف" الذي اعترف بالاختلاس الذي تم بتواطؤ مع أمين الصندوق بالمركز "ب. عز الدين" وقابض البريد "ع. صالح "ومحاسب القطاع الصحي لبني مسوس "ب. رابح" وذلك من خلال صرف أموال من فواتير المستشفى موجهة إلى الصيدلية المركزية للمستشفيات إلى حساب أمين الصندوق الذي نفى ما نسب إليه وصرح بأن المدعو "ق. يوسف" قام بتحويل جزء من المبالغ المصروفة إلى حسابه الخاص دون معرفته لمصدر هذه المبالغ، أما محاسب مستشفى بني مسوس "ب. رابح" فقد أنكر التهمة جزئيا بعد تصريحه بأنه فعلا ذهب إلى الصندوق من أجل صرف صك بقيمة تفوق 980 مليون سنتيم، وذلك بناء على معرفته بمحاسب المكتب البريدي، وذلك مقابل عمولة، وواجهه القاضي بتحويل 27 مليون سنتيم لصالحه، لكنه نفى علمه بعدم تأهيل المكتب البريدي لمثل هذه التحويلات بالرغم من أنه يشتغل بالقطاع منذ 20 سنة. وقد كشفت تحريات الشرطة وجود شكاوى من طرف الصيدلية المركزية بعد عدم تسديد ما قيمته 120 مليون سنتيم من فواتيرها من طرف المستشفى، وهو جزء من المبالغ التي قام المتهمون باختلاسها دون أن تعلم إدارة المستشفى بذلك بسبب عدم تسلمها لهذه الشكاوى. من جهة أخرى نفى قابض البريد "ع. صالح" علمه بتحويل المبالغ المالية المختلسة على دفعات لحساب أمين الصندوق، مؤكدا على براءته من التهمة، وذكر أنه هو الذي ساهم في الكشف عن عملية الاختلاس في المرة الثانية والتي قدرت بما زيد عن 160 مليون سنتيم، وأكد على أنه مسؤول عن مراقبة التحويلات التي تسجل في السجل الرئيسي 60 مكرر، وأن العملية سجلت في الإعلام الآلي دون السجل، فإنه من المستحيل اكتشافها. من جهة أخرى صرحت المتهمة أمينة الخزينة بمستشفى بني مسوس أنها فعلا أمضت الصك الذي ذهب المحاسب لصرفه بالمركز، لكنها نفت علاقتها بالقضية وبالمدعو "ق. يوسف"، في حين فند محاسب المستشفى ما قالته وأكد على انه تسلمه منها بحضور محاسب المكتب، كما نفى أمين الصندوق بمستشفى بني مسوس علمه بالقضية وتواطؤه في عملية الاختلاس. بوطيبة فضيلة