أعلنت سلطات بلدية الميلية شرق ولاية جيجل أمس عن تشميع أهم منبع مائي بإقليم هذه البلدية ويتعلق الأمر بمنبع أنساي المتواجد بمنطقة تاسقيف جنوب عاصمة هذه البلدية وهو المنبع الذي كان المصدر الأول لمياه الصهاريج التي تزود أحياء مدينة الميلية بهذه المادة الحيوية . وأصدرت سلطات بلدية الميلية بيانا دعت من خلاله مواطني هذه الأخيرة إلى الإحجام عن شرب مياه منبع « أنساي» بمنطقة تاسقيف بعد قرار تشميعه المؤقت ووضعه خارج الخدمة وهو القرار الذي ربطته سلطات الميلية بنتائج التحاليل الميكروبيولوجية التي أخضعت لها مياه هذا المنبع والتي كشفت احتواؤها على بكتيريا خطيرة يمكن أن تتسبب في مضاعفات صحية لمستهلكي مياه المنبع الذي كان يعتمد عليه ما لا يقل نحو 24 موزع مياه بإقليم بلدية الميلية في توفير حاجة سكان أحياء المدينة من مياه الشرب في ظل إحجام هؤلاء عن شرب مياه الحنفيات وهو ماقد يتسبب في أزمة كبيرة في مجال التزود بالمياه الشروب على مستوى هذه البلدية التي تحصي أكثر من 100 ألف نسمة . وليست هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الإعلان عن تشميع ينابيع مائية بإقليم ولاية جيجل في سياق حملة المراقبة المستمرة لهذه الينابيع بأمر من وزارة الصحة بعد تسجيل عشرات الإصابة بداء الكوليرا عبر عدة ولايات حيث تم الإعلان في وقت سابق عن تشميع منبعين مائيين بكل من قاوس وتاكسنة إضافة إلى منبعين آخرين ببلدية زيامة منصورية غرب عاصمة الولاية بعد تأكد تعرض مياههما للتلوث فيما يدور الحديث عن إمكانية غلق ينابيع أخرى بمناطق أخرى من الولاية في ظل الإشتباه في تسببها في موجة من التسممات بهذه المناطق وهو مازاد من مخاوف سكان الولاية خصوصا وأن أكثر من 70 بالمائة من هؤلاء يعتمدون على مياه الينابيع الطبيعية في تغطية حاجتهم من مياه الشرب في ظل سوء نوعية المياه التي تضخ إلى منازلهم واحتوائها على نسب عالية من الشوائب المختلفة التي ألحقت أضرارا صحية كبيرة بمستهلكيها سيما المصابين بأمراض الكلى .