معرضين حياة المواطنين إلى الهلاك مواد استهلاكية معروضة وسط القاذورات بسوق خميس الخشنة يشهد السوق البلدي لبلدية خميس الخشنة جنوب شرق ولاية بومرداس اهمالا كبيرا من حيث التنظيم جراء الفوضى العارمة،و الغياب التام للنظافة بسبب كثرة النفايات و الأوساخ التي يتركها بعض التجار الذين يرمون بقايا الخضر و الفواكه بطريقة عشوائية،و يعرضون مختلف المواد الاستهلاكية وسط النفايات،مما أثار تذمر و سخط المواطنين و الزبائن الذين أبدوا تخوفهم من خطر اصابتهم بأمراض وبائية. أبدى المواطنون الذين يقصدون سوق خميس الخشنة استياءهم الكبير من الأوضاع الكارثية التي يعرفها هذا السوق،نتيجة انتشار الأوساخ و النفايات فيه،بشكل يستدعي دق ناقوس الخطر. فأول مشهد يستوقف الزائر لهذا السوق هو عرض مختلف المواد الاستهلاكية وسط القاذورات و النفايات التي صنعت فوضى عارمة ناتجة عن عدم اكتراث التجار الفوضويين بنظافة المكان في الفترات المسائية بعد انتهائهم من العمل. و في هذا السياق أكد المواطنون الذين التقينا بهم في هذا السوق على أن هؤلاء التجار يتركون بقايا سلعهم المتمثلة في الأكياس البلاستيكية،علب الكرتون،بقايا الخضر و الفواكه دون وضعها في المكان المخصص لها.و أضافوا أن أوضاع هذا السوق تتأزم بصفة أكثر خلال يوم الخميس باعتباره سوقا أسبوعيا تباع فيه كل أنواع السلع من خضر و فواكه ،ألبسة و أقمشة و أحذية و تجهيزات منزلية و غيرها من السلع و كذا تجارة المواشي،ما استقطب عددا هائلا من المواطنين في يوم الخميس القادمين من مختلف المناطق المجاورة كبلدية بودواو،قدارة،شعبة العامر و الرويبة..و يشهد كذلك توافدا للتجار الشرعيين و غير القانونيين من كل مناطق ولاية بومرداس و كذا من الولايات الأخرى على غرار البويرة ،العاصمة و تيزي وزو. هذا النشاط التجاري يخلف بقايا السلع التي تبقى مرمية بطريقة عشوائية في كل أماكن و زوايا هذا السوق،ما تسبب في انتشار الأوساخ و النفايات الى حد وصف المواطنين هذا السوق بالمفرغة العمومية نتيجة انتشار القمامات.خاصة بقايا الخضر و الفواكه التي تتعرض للتعفن بسرعة لاسيما مع ارتفاع درجة الحرارة و تنبعث منها روائح كريهة لا تحتمل.ناهيك عن انتشار مختلف أنواع الحشرات الضارة التي تهدد صحة المواطنين،ما جعل السكان القاطنين بمحاذاة هذا السوق و الزبائن الذين يقصدونه لاقتناء حاجياتهم يبدون تخوفهم الكبير من أن يكون انتشار هذه النفايات و الحشرات الضارة مصدرا لأمراض وبائية تضع صحتهم في خطر خصوصا مع دخول فصل الصيف الذي تنتشر فيه الأمراض بسرعة. كما أن الاقبال الكبير للباعة الفوضويين و كثرة الطاولات التجارية الفوضوية التي احتلت كل أماكن وزوايا السوق من جانبيه الى وسطه تعرقل تحرك الزبائن داخله،الأمر الذي خلق فوضى و ازدحاما كبيرين،هذا الوضع البيئي الكارثي شوه المشهد الحضري و العمراني للمنطقة. أكثر من ذلك فان هذا السوق يشهد اكتساحا واسعا للتجارة التي تفتقر الى المراقبة و الى أدنى المقاييس القانونية المعمول بها،حيث تجرأ العديد من التجار على عرض سلعهم السريعة التلف كاللحم بنوعيه البيضاء و الحمراء،البيض،الحليب و مشتقاته و مختلف المصبرات و غيرها من المواد الغذائية سريعة التلف خارج المبردات و معرضة لأشعة الشمس،بالرغم من أن القوانين تمنع ذلك،و الى جانب أشعة الشمس،فالغبار يلتصق بهذه المواد الاستهلاكية بكثرة،لأن هذا السوق يعرف اهتراء كبيرا و تتحول فيه الأتربة الى غبار في الصيف و الى أوحال في الشتاء،ورغم ذلك فهذه السلع تشهد اقبالا كبيرا للمواطنين عليها،بالرغم من أنها تهدد صحتهم لأن أسعارها منخفضة جدا مقارنة بالسلع التي تباع في المحلات. و أكثر ما شد انتباهنا في السوق البلدي لخميس الخشنة هو عرض مادة الخبز بكل أنواعه أمام القاذورات.كما تجرأ بعض التجار على عرض مختلف الحلويات المصنوعة بالطريقة التقليدية بمحاذاة بائع الدواجن المتواجد في الجهة الشمالية لهذا السوق. هذا و قد عبر أصحاب المحلات الذين يمارسون تجارتهم بطريقة قانونية عن غضبهم و تذمرهم الشديدين من الوضع المزري الذي أل اليه هذا السوق في الأونة الأخيرة،اذ أكدوا أن التجار الفوضويين هم المتسبون في تردي الوضع البيئي فيه،و أشاروا الى أنهم رفعوا عدة شكاوي للسلطات المحلية قصد التدخل لوضع حد للتجارة الموازية التي تهدد صحة المواطنين من جهة و تؤثر سلبا على تجارتهم لكنهم تأسفوا من عدم تسجيل أي تدخل.بينما أشار بعض التجار الفوضويين الى أنهم يمارسون نشاطهم التجاري بطريقة عادية مثلهم مثل التجار الشرعيين،و نفوا من جهتهم أن يكونوا السبب في تردي الوضع البيئي لهذا السوق،محملين المسؤولية للسلطات البلدية التي لم تعين – حسبهم – عمالا يسهرون على تنظيم و تنظيف هذا السوق. و أمام الانتشار الكبير للأوساخ و النفايات في سوق خميس الخشنة،فانه على السلطات البلدية التدخل لأخذ الاجراءات اللازمة و تنظيمه قبل حدوث كارثة وبائية لا تحمد عقباها،لاسيما و أن عرض مختلف السلع الاستهلاكية وسط القاذورات التي تتزايد من يوم لأخر. حياة