كانت تشكل أعز ذكريات الراحل هواري بومدين الجزائر تودع آخر عطلة خميس وجمعة القديمة وتستقبل العطلة الجديدة ودع الشعب الجزائري نهاية الأسبوع الفارط آخر ذكرى من ذكريات الرئيس الراحل هواري بومدين والمتمثلة في عطلة نهاية الأسبوع التي كانت يومي الخميس والجمعة لتصبح ابتداء من هذا الأسبوع يومي الجمعة والسبت وكان الرئيس الراحل قد أصدر قبل 33 سنة أمرا رئاسيا بتاريخ 11 أوت 1976 يتضمن تغيير العطلة الموروثة من الاستعمار الفرنسي والتي كانت يومي السبت والأحد، وكان القرار آنذاك بمثابة انتصار جديد على فرنسا الاستعمارية وحلقة أخرى من حلقات تاريخ الجزائر ما بعد التصحيح الثوري ل 19 جوان 1965 والذي بدوره تم محوه منذ الذاكرة الجماعية بعد إلغاء الاحتفال به من طرف الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وتغيير عطلة نهاية الأسبوع في الجزائر كان مطروحا من عهد الرئيس السابق ليامين زروال حيث كان ضمن جدول أعمال لقاء الثلاثية لسنة 1996 إلا أنه لأسباب سياسية وكذا طبيعة الظروف الأمنية التي كانت تعرفها البلاد تم تأجيل القضية إلى إشعار آخر خصوصا بعد الضغط الكبير الذي مارسته الأحزاب الإسلامية والتي كان لها وزن آنذاك، ومع فوز الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بالعهدة الرئاسية الأولى سنة 1999 عاد الحديث بقوة عن تغيير عطلة نهاية الأسبوع إلا أن الرئيس أجل الموضوع لكونه لا يشكل أولوية آنذاك بالمقارنة مع الملفات التي كانت مطروحة على طاولة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة غير أنه بعد سنوات وفي الوقت الذي نسي فيه الرأي العام الموضوع صدر قبل أسابيع بيان عن مجلس الوزراء برئاسة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة يتضمن تغيير عطلة الأسبوع من يومي الخميس والجمعة إلى يومي الجمعة والسبت وعلى غير العادة لم يحدث القرار أي رد فعل يذكر حيث اكتفت الطبقة السياسية بالتعليق والتنوية فقط، فيما لم يكن للرأي العام أي موقف طالما أن السلطة استطاعت إرضاء كل الأطراف خصوصا وأن النظام الجديد للعطلة حافظ على توقيت صلاة الجمعة بما يمكن المواطنين من أدائها وفي مقابل قبول الرأي العام ورضوخة للأمر الواقع فإن منتدى رؤساء المؤسسات بارك هذه الخطوة باعتبار أن النظام القديم لعطلة نهاية الأسبوع كان يكبد الاقتصاد الوطني ما بين 750 إلى مليار دولار كما أن انضمام الجزائر المستقبلي لمنظمة التجارة العالمية وشراكتها مع الاتحاد الأوروبي أصح يفرض عليها التكيف مع المعطيات الجديدة وحسب دراسات اقتصادية فإن الجزائر ستستفيد من أرباح تتراوح ما بين 1 إلى 3 بالمائة من الناتج الداخلي سنويا بفعل تغيير عطلتها الأسبوعية.للإشارة فإن الجزائر بتغيير عطلتها من الخميس والجمعة إلى يومي الجمعة والسبت ستلتحق بدول الكويت، البحرين والإمارات العربية.