طمأن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون أمس في خطاب وجهه للأمة الجزائريين بخصوص الاستعداد لمواجهة فيروس "كورونا" المستجد,حيث أكد أن الدولة اتخذت إجراءات احترازية منذ ظهور فيروس كورونا في الجزائر وحتى قبل ذلك عندما كان يبعد بآلاف الكيلومترات عن الجزائر. سليم.ف وقال الرئيس عبد المجيد تبون أن الدولة لن تذخر أي جهد لحماية المواطن، بعدما اكتشفت الحالة الأولى للرعية الايطالية يوم 25 فيفري الفارط,حيث كانت الجزائر تتابع كل ما يتعلق بالوباء قبل أن يدخل الجزائر، وخلال انتشاره في أوروبا.أين كانت الجزائر من السباقين في العالم في إجلاء رعايتها من مدينة "ووهان" الصينية البؤرة الأولى لانتشار فيروس "كوفيد 19".وعدد رئيس الجمهورية الإجراءات التي اتخذتها الدولة الجزائرية من أجل محاربة هذا الوباء العالمي,مؤكدا أن الدولة واعية وقوية بحساسية الظرف،بل إنها بقدر ما هي حريصة على احترام الحريات والحقوق،بقدر ما هي حريصة على حماية المواطنين.وقال تبون في خضم حديثه "ترأست اجتماعا حول تداعيات انتِشارِ هذا الوَباء، حضره الوزير الأول وعدد من الوزراء وكبار مسؤولِي الدولة المعنيين مباشرة بالموضوع وأفضى الاجتماع إلى مجموعة من القرارات منها غلق جميع الحدود البرية مع الدول المجاورة مع إمكانية السماح بانتقال الأشخاص في الحالات الاستثنائية، بعد الاتِفاق مع حكومات البلدان المعنية.مع التعليق الفوري لكل الرحلات الجوية القادمة أو المنطلقة من الجزائر ما عدا أمام طائرات نقل البضائع، التي لا تحمل أي مسافر معها.بالإضافة إلى الغلق الفوري أمام المِلاحة البحرية والنقل البحري، باستثناء البَواخر الناقلة للبضائع والسلع.والتعقيم الفوري لجميع وسائل النقل العمومي الولائية والوطنية ومحطات نقل المسافرين.ومن ضمن الإجراءات التي اتخاذها رئيس الجمهورية كانت منع التجمعات والمسيرات كيفما كان شكلها وتحت أي عنوان كانت، وغلق أي مكان يشتبه فيه بأنه بؤرة للوباء.مع منع تصدير أي منتوجِ استراتيجي سواء كان طبيا أو غذائيا إلى أن تنفَرِج الأزمة، وذلك حفاظا على المخزون الاستراتيجي الوطني.كما تطرق تبون إلى قرار تعليق صلاة الجمعة والجماعة في المساجد، وغلق المساجد، والاكتفاء بِرفع الآذان استجابة لطلب لجنة الإفتاء بعد مصادقة كبار شيوخ وعلماء الأمة.إضافة إلى محاربة محاربة وفضح المضاربين عديمي الضمائر الذين لا يستحون من استغلالِ فزع المواطن لإخفاء المواد الأساسية قصد إحداثِ الندرة، ورفع أسعارها.والبحث والكشف عن هوية ناشري الأخبار الكاذبة والمضللة، الذين يمتهِنون التسويد بنفوسهم المريضة، بِهدَف زرع البلبلة والإبقاء على المواطن دائما في حالةِ قلقٍ ورعب.كما ذكر رئيس الجمهورية الزيادة في قدرة المستشفيات على تَحْويل عددٍ من الأسرة إلى أسرة إنعاش عند الضرورة.ووضع خطة طويلة الأمد للاحتياط من الآن للمستقبل، حتى لا يعود هذا النوع من الوباء للظهور.مع مزيد من التحسيس والتوعية في وسائل الإعلام، يشارك فيها كبار المتخصصين وعلماء الدين.وشكر تبون المخلصين من إطارات الدولة بصفة عامة والواعين من أبناء الشعب على محاولتهم الإبقاء على انتشار الوباء حتى الآن، ضمن المستوى الثاني بمقاييس منظمة الصحة العالمية، وحتّى لا قدّر الله، تضاعف هذا العدد إلى المستوى الثالث،فأكد تبون أن الجزائر اتخذت جميع الاحتياطات إذ لدينا قدرات جاهزة، لم تستغل بعد، سواء على مستوى الجيش الوطني الشعبي، أو الأمن الوطني، وحتى الفضاءات الاقتصادية كالمعارض يمكن تجهيزها للحجر الصحي على عجل بالإضافة إلى المباني والمنشآت العمومية.وأكد رئيس الجمهورية أن الجزائر أعدت العدة لمجابهة هذا الفيروس من خلال توفير مليون وخمسمائة وخمسين ألف من كل أنواع الأقنعة، ويجري اقتناء 54 مليون قناع إضافي مع 6000 أداة كمياوية للفحص و15000 بصدد الاقتناء.بالإضافة إلى أكثر من 2500 سرير خاص بالإنعاش، ويمكن رفع العدد عند الاقتضاء إلى 6000 سرير وتوفير 5000 جهاز خاص بالتنفس الاصطناعي.وأضاف تبون أنه ومع ذلك، فإن الدولة مهما فعلت، ومهما جندت من الوسائل والطاقات، فلن تستطيع وحدها القضاء على هذا الوباء العالمي في بلادنا ما لم يقم المواطن بواجبه في الحفاظ على نفسه، والالتزام الصارم بشروط النظافة وبإجراءات الوقاية، التي اتخذتها وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بمعية اللجنة الوطنية التي يرأسها الوزير الأول التي تضم كل الوزارات والدوائر ذات الصلة بالموضوع ومصالح الامن، ستظل جهود الدولة محدودة ما لم بيد المواطنون والمواطنات المزيد من التضامن والانضباط، والتفهم، وخاصة للتبليغ عن حالات الإصابة حتى لا يتسبب عدم التبليغ في إيذاء أقاربه وذويه أو عابري السبيل في الشارع.كما قدم رئيس الجمهورية شكره لمستخدمي قطاع الصحة بمختلف رتبهم ومواقعهم، ورجال الأمن، ورجال الحماية المدنية، وكل المتطوعين أفرادا وجمعيات مدنية للمساعدة على مكافحة الوباء، ورعاية المصابين حتى يتعافوا، ويعودوا سالمين إلى ذويهم، كما أقدم تعازي الحارة إلى عائلات الضحايا الذين اختارهم الله إلى جواره، متضرعا إلى العلي القدير أن يسكنهم فسيح جنانه، وأتمنى الشفاء العاجل للمصابين الذين غادر نصفهم المستشفيات معافين.