وجه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، اليوم الثلاثاء، خطابا للأمة حول الوضع الراهن الذي تمر بها الجزائر في مواجهة انشار فيروس كورونا. وأكد تبون أن التحرك المُبكر ساعد في الكشف على رعية أجنبية قادمة من أوروبا مصابة بهذا الوباء، "مما جعل الدولة تعلن ما يشبه حالةَ طوارئ في جميع المؤسسات والوحدات الاستشفائية لتجنب الانتشار كما حدث في بلدانٍ أوروبية". وأرسل الرئيس رسائل تطمينية إلى الجزائريين، مؤكدا أن إطارات الدولة بصفة عامة والواعين من أبناء الشعب وفقوا في الإبقاء على انتشار الوباء ضمن المستوى الثاني بمقاييس منظمة الصحة العالمية. وأضاف تبون أن الدولة اتخذت جميع الاحتياطات حتى في حال تضاعف هذا العدد إلى المستوى الثالث، قائلا " لدينا قدرات جاهزة، لم تستغل بعد، سواء على مستوى الجيش الوطني الشعبي، أو الأمن الوطني، وحتى الفضاءات الاقتصادية كالمعارض يمكن تجهيزها للحجر الصحي على عجل بالإضافة إلى المباني والمنشآت العمومية". "وحاليا لدينا: مليون وخمسمائة وخمسين ألف (1.550.000) من كل أنواع الأقنعة، ويجري اقتناء 54 مليون قناع إضافي. 6000 أداة كمياوية للفحص (test) و15000 بصدد الاقتناء. أكثر من 2500 سرير خاص بالإنعاش، ويمكن رفع العدد عند الاقتضاء إلى 6000 سرير وتوفير 5000 أجهزة تنفس اصطناعية" يضيف تبون. وأعلن تبون في خطابه عن قرارات الاجتماع الذي ترأسه، اليوم الثلاثاء، حول تداعيات انتِشارِ هذا الوَباء، والتي جاءت على النحو التالي: غلق جميع الحدود البرية مع الدول المجاورة مع إمكانية السماح بانتقال الأشخاص في الحالات الإستِثنائية، بعد الاتِفاق مع حكومات البلدان المعنية. التعليق الفوري لكل الرحلات الجوية القادمة أو المنطلقة من الجزائر ما عدا أمام طائرات نقل البضائع، التي لا تحمل أي مسافر معها. الغلق الفوري أمام المِلاحة البحرية والنقل البحري، باستثناء البَواخر الناقلة للبضائع والسلع. التعقيم الفوري لجميع وسائل النقل العمومي الولائية والوطنية ومحطات نقل المسافرين. منع التجمعات والمسيرات كيفما كان شكلها وتحت أي عنوان كانت، وغلق أي مكان يشتبه فيه بأنه بؤرة للوباء. منع تصدير أي منتوجِ استراتيجي سواء كان طبيا أو غذائيا إلى أن تنفَرِج الأزمة، وذلك حفاظًا على المخزون الاستراتيجي الوطني. تعليق صلاة الجمعة والجماعة في المساجد، وغلق المساجد، والاكتفاء بِرفع الآذان استجابة لطلب لجنة الإفتاء بعد مصادقة كبار شيوخ وعلماء الأمة. محاربة وفضح المضاربين عديمي الضمائر الذين لا يستحون من استغلالِ فزع المواطن لإخفاء المواد الأساسية قصد إحداثِ الندرة، ورفع أسعارها. البحث والكشف عن هوية ناشري الأخبار الكاذبة والمضللة، الذين يمتهِنون التسويد بنفوسهم المريضة، بِهدَف زرع البلبلة والإبقاء على المواطن دائما في حالةِ قلقٍ ورعب. كما دعا تبون المواطنين للقيام بواجبهم في الحفاظ على أرواحهم والالتزام الصارم بشروط النظافة وبإجراءات الوقاية، التي اتخذتها وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، مضيفا "أود أن أطمئنكم بأنه لا داعي للمبالغة في الفزع والخوف، لأن الوضع الراهن تحت السيطرة، وكل أجهزة الدولة في حالة يقظة قصوى واستنفار عال لمواجهة أي طارئ، لا داعي إلى المسارعة إلى تخزين المواد الغذائية، ولا داعي لتصديق الأخبار المضللة والشائعات المغرضة". وختم تبون خطابه بتوجيه الشكر والتقدير لمستخدمي قطاع الصحة بمختلف رتبهم ومواقعهم، ورجال الأمن، ورجال الحماية المدنية، وكل المتطوعين أفرادا وجمعيات مدنية للمساعدة على مكافحة الوباء، ورعاية المصابين حتى يتعافوا، ويعودوا سالمين إلى ذويهم، كما قدم تعازيه الحارة إلى عائلات الضحايا الذين اختارهم الله إلى جواره.