انطلقت اليوم الإثنين بمجلس قضاء العاصمة محاكمة أحد أهم أذرع النظام البوتفليقي، رجل الأعمال مؤسس شركة سيما موتورز للسيارات"محي الدين طحكوت"، المتهم بالفساد في قضية صفقات النقل الجامعي و المؤسسة الوطنية لصناعة السيارات "سوناكوم" . تميزت جلسة محاكمة الرجل اللغز الذي تمكن من تكوين ثروة طائلة في ظرف قياسي والذي تحول في أقل من عقدين من الزمن إلى أهم أقطاب قطاع النقل و التجارة في الجزائر، بطلب المدير العام السابق للشركة الوطنية لصناعة السيارات بالرويبة"شهبوب مختار" المتهم في القضية والمتابع بسوء استغلال الوظيفة، اختلاس وتبديد أموال عمومية، تأجيل النظر في الملف نظرا لحالته الصحية، غير أن رئيس الجلسة رفض ذلك وقرر مواصلة الجلسة باستجواب المتهمين غير الموقوفين البالغ عددهم 23 متهما والعودة له فيما بعد على أمل أن تكون حالته تحسنت، وهنا تقدم الدفاع بالدفوعات الشكلية، ليؤكد لهم القاضي بأن الدفوعات مكررة، مشيرا انه كان من الأجدر تحريك الدعوى العمومية في وقتها، ليرفع الجلسة للمداولة ليقرر بعد ذلك ضم الدفوع الشكلية للموضوع ورفع جلسة المحاكمة ليوم الإثنين ومواصلتها يوم الثلاثاء. وللإشارة يتابع محي الدين طحكوت صاحب شركة طحكوت للنقل الجامعي الذي يعتبر من أبرز أثرياء البلاد المحسوب على النظام السابق بتهم ثقيلة منها تلقي امتيازات غير مستحقة، المشاركة في اختلاس وتبديد أموال عمومية رفقة المدير العام سابقا للشركة الوطنية لصناعة السيارات بالرويبة"شهبوب مختار" المتابع بسوء استغلال الوظيفة، اختلاس وتبديد أموال عمومية . وكانت محكمة رويبة قد قضت في وقت سابق بتسليط عقوبة السجن لمدة 6 سنوات و200 ألف دينار غرامة مالية في حق مؤسس "محي الدين طحكوت"، بينما أدانت الرئيس المدير العام لسوناكوم سابقا"شهبوب مختار" ب 6سنوات حبسا نافذا و 100 الف دج بتهم ثقيلة على غرار الإختلاس وتبديد أموال عمومية وكذا منح امتيازات غير مستحقة. ويشار أن المؤسسة الوطنية لصناعة السيارات بالرويبة قد تكبدت خسائر كبيرة قدرت ب1 مليار سنتيم و224 مليار سنتيم إثر تعاملها مع رجل الأعمال الذي تحول بين ليلة وضحاها إلى أحد أهم الأقطاب التجارية في السوق الجزائري"محي الدين طحكوت" الذي قام بشراء 150 حافلة لنقل طلبة الجامعة بتخفيض 24 بالمائة من ثمنها الحقيقي، كما أبرم مع سوناكوم عدة عقود من سنة 2003 إلى سنة 2006، كما كان يقتني قطع الغيار، المحركات و الحافلات بأقل من سعرها بكثير. وجدير بالذكر أن الشركة كانت قد منحت لزبونها الإمتيازي طحكوت 350 حافلة بقيمة 5 ملايين للواحدة خارج الرسم، إضافة إلى استفادته من قطع غيار خارج الضمان، كما استفاد محي الدين طحكوت من عدة قطع أرضية ومساحات شاسعة تابعة للشركة بغير وجه حق وحولها إلى حظائر لحافلات النقل وحظائر للسيارات الجديدة بالمنطقة الصناعية بالرويبة والرغاية.