يعتبر الجزائريون أكثر الشعوب استهلاكا للدواء وهو ما تؤكده تقارير رسمية ومعظمهم يقتنون الدواء دون وصفة طبية. هذا ويتصدر البراسيتامول قائمة الأدوية الأكثر استهلاكا حيث تصل مبيعاته من فئة الحبوب المسكنة في اليوم حسب أحد الصيادلة بعنابة 20 علبة يوميا ، أي ما معدله 7300 علبة سنويا . وأعقب يقول أن هذا الدواء دون غيره يدمن عليه الجزائريون ويرون فيه الدواء الشافي من كل داء. إلا أنه عندما يتحول الدواء إلى براسيتامول والداء إلى وجع للرأس فهذا أمر آخر فقد أصبح المواطن الجزائري اليوم مدمنا إلى حد النخاع على هذا الدواء الذي يهرع إليه لأتفه الأسباب فبمجرد الإحساس بوجع بالرأس أو ألم بالأسنان يذهب الشخص إلى شرب البراسيتامول بكميات كبيرة والإفراط فيه دون أخذ الحيطة والحذر في استعمالاته سيما أن العديد منهم يشترون هذه الأدوية المسكنة من دون وصفات طبية مثل البراسيتامول وإكسباندول وبرالقان وغيرها من الأدوية التي تحول تواجدها في كل بيت جزائري أمرا ضروريا بل أصبح وجود مثل هذه الأنواع من الأدوية كالأكل في الثلاجة قاعدة أساسية في حياتنا فنحن عند إحساسنا بالجوع نلجأ للأكل وعند إحساسنا بالصداع أو ألم بالأسنان نلجأ دوما للبراسيتامول دون أي تفكير بل أصبح هذا الدواء يلازم حقيبتنا بشكل مستمر لتنظم في الأخير إلى قائمة المدمنين على تناول جرعات عالية منها يوميا وفي هذا الصدد فقد صرحت لنا صيدلانية بعنابة أن حوالي 70 %من الناس يشترون الأدوية المسكنة مثل البراسيتامول دون استشارة الطبيب بل أصبحت عادة عند معظم الجزائريين الذين يتوافدن يوميا على الصيدليات لشرائها وتضيف أن الشخص اليوم لم يعد بوسعه تحمل الآلام ويسرع مباشرة لتناول هذا الدواء عند أدنى إحساس بالصداع أو ألم بالأسنان أو ارتفاع في الحرارة أو الغثيان أو غيرها إلى درجة أصبح البعض مدمنا على هذا الدواء تماما مثل السيجارة عند المدخنين بالرغم من الأضرار الكثيرة التي تنجر عنه والمضاعفات التي يخلفها على المدى الطويل كونه مصنوعا من مواد كيميائية بإمكانها إحداث أضرار كثيرة على صحة الإنسان، حيث تضيف ذات المتحدثة أن هذا الدواء يحقق مبيعات كبيرة مقارنة بالأدوية الأخرى أي ما يفوق 20 علبة يوميا نظرا لارتباط استعماله لأعراض كثيرة كالزكام ،السعال ،الغثيان ، آلام الرأس. جميعها لديها علاج واحد عند المواطن الجزائري الذي يقتني هذا الدواء دون أية وصفة طبية باعتباره مسكن للآلام يلجأ إليه لأتفه الأسباب دون أي خوف من مضاعفات هذا الأخير الذي يمكن أن يتحول إلى عقار ضار إذا لم يتم التقيد بالتعليمات المذكورة فيه وبتعليمات الطبيب والصيدلي و تناول الأدوية بشكل عشوائي وفي السياق ذاته فقد صرحت لنا الآنسة كريمة 30 سنة موظفة بإحدى المؤسسات العمومية وهي بدورها مدمنة على الأدوية المسكنة بصفة مستمرة انه لولا وجود البراسيتامول لا أدري كيف أصبح حالي فهو مسكن لآلامي فأنا لا أتحمل آلام الرأس التي تصيبني بالكاد يوميا سيما أنني اشتغل كثيرا بالحاسوب هذا الأخير الذي سبب لي آلاما فضيعة على مستوى الرأس و الرقبة ولا حل سوى اللجوء إلى البراسيتامول، في البداية كنت أتناول حبة واحدة وبعدها حبتين، أما في الوقت الحاضر فأصبحت أتناول 3 حبات براسيتامول يوميا بمعنى أن علبة الدواء دائما في حقيبة يدي ولا أستغني عنها أبدا من جهة أخرى يقول محمد 35 سنة متزوج وأب لطفلين أن البراسيتامول تحول إلى دوائي المفضل فبمجرد إحساسي بوجع خفيف أذهب إلى علبة البراسيتامول مسرعا فهو حلي الوحيد في ظل المشاكل التي يعيشها المواطن اليوم فبين غلاء المعيشة والشغل والبيت أجد نفسي أعيش على أعصابي طول اليوم . ن.فيروز