أوصت الوكالة الأوروبية للأدوية بسحب تدريجي من كل أرجاء أوروبا "ديكتسروبروبوكسيفين" "دي اكس بي" الموجود خصوصا في عقار "دي انتالفيك" الدواء المسكن للألم المعروف والمسؤول عن وفيات بسبب تناول جرعات زائدة في السنوات الأخيرة .واعتبرت لجنة الوكالة الأوروبية للأدوية المتخصصة بالأدوية التي يستخدمها البشر خلال اجتماع في لندن ان الخطر الذي تطرحه هذه المنتجات "ولاسيما الموت من جراء جرعة زائدة" اكبر من منافعه، بينما لا تتوافر "أي أدلة بان هذه المنتجات فعالة أكثر من غيرها" .ولم تحدد الوكالة "إجراء مناسبا للتخفيف من المخاطر بشكل كاف" مثل التحذير أو تصغير حجم علب الدواء. وأمام المفوضية الأوروبية 67 يوم عمل لإبداء رأيها، علما انها في غالبية الحالات تتبع رأي الوكالة الأوروبية للأدوية وكانت مجلة "فيوتيرا صونتي" المختصة ذكرت في احد إعدادها السابقة ان "الإفراط من تناول "دي انتالفيك" قد يؤدي الى الموت".وكنا حققنا في الموضوع في بعض صيدليات سطاوالي و الشراقة و شرشال و قد اخترناها اعتباطا لأنها في طريقنا فحسب فكادت تكون إجابات الصيادلة متشابهة و تتمحور على ثلاثة نقاط منها أنهم لا علم لهم بهذا الموضوع بتاتا و لا قرأوا عنه ولا سمعوا به وبالمقابل أعلمونا ان سحب الأدوية المشبوهة من السوق هو من اختصاص وزارة الصحة فهي التي تبعث إليهم بالمراسيم الرسمية التي تحدد اسم الدواء محل السحب كما اخبرنا الصيادلة ان "دي أونتالفيك" المضاد للألم هو دواء زائد الانتشار و الاستهلاك من طرف جميع الناس فهو يصلح لألم الضرس و لألم الظهر و لألم الرأس و لألم الحيض فلا يكاد يستغنى عنه أحد و "لعل الجزائريين أكثر الدول استهلاكا لهذا الدواء"حسب تقدير بعض الصيادلة الذي أكد لنا انه يبيع ما بين خمسة الى عشرة علب من"دي أونتالفيك" المضاد للألم يوميا و هذا منذ خمس سنوات بلا انقطاع .و كانت عدة بلدان قد سبقت فرنسا الى إجراء السحب ففي سنة 2005 سحبت السويد وبريطانيا من أسواقها الوطنية مزيج "دي اكس بي" وهو مسكن أوجاع خفيف بدأ إنتاجه في الستينات من القرن الماضي و"الباراسيتامول" بعد تسجيل عدد كبير من الوفيات بسبب الإصابة بتسمم طوعي أو غير طوعي. وسجلت 200 حالة في السويد من أصل تسعة ملايين عدد السكان و300 الى 400 سنويا في بريطانيا حيث عدد السكان 60 مليونا .وفي دول أخرى مثل فرنسا سجلت وفيات لكن بإعداد اقل. وأظهرت دراسة أجريت على الصعيد الوطني ان عقاقير أخرى مضادة للأوجاع من "الفئة الثانية" مثل الرامادول لديها سمية أعلى من "دي اكس بي" الممزوج بالباراسيتامول ومع التفاوت في النتائج هذا، طلبت المفوضية الأوروبية من الوكالة الأوروبية للأدوية ان تقيم بشكل نهائي كل المخاطر والفوائد الناجمة عن المزج بين "دي اكس بي" والباراسيتامول. وسعت الدراسة لتشمل أدوية أخرى تحتوي على "دي اكس بي ثم واستخدام "دي اكس بي" منفردا مسموح في عشر دول من الاتحاد الأوروبي هي"بلجيكا والدانمارك واسبانيا وفنلندا وفرنسا واليونان وايطاليا ولوكسمبورغ وهولندا والسويد". ويسمح بمزيج "دي اكس بي" والبارسيتامول في بلجيكا وقبرص وفرنسا ولوكسمبورغ ومالطا والبرتغال وأوصت الوكالة الخميس الدول الأعضاء فيها بسحب هذه المنتجات "تدريجا" من السوق "للسماح بتحويل المرضى بشكل آمن الى علاجات بديلة مناسبة وأعلنت الوكالة الفرنسية لسلامة الأدوية على الفور ان عملية السحب هذه العقاقير "سيحصل في غضون سنة" في فرنسا.