ستعتمد الجزائر خلال السنوات المقبلة مخططا وطنيا جديدا في إطار التضامن الوطني لمواجهة مختلف الكوارث الطبيعية في مدة قصيرة، يتضمن إنشاء فضاء خاص لاستقبال المواطنين وإيوائهم وتخصيص أماكن لتمدرس الأطفال وذلك في حال تسجيل أي كارثة طبيعية. وسيتم عرض هذا المقترح على الحكومة والبرلمان للمصادقة عليه. منتدى يومية ''المجاهد''، شهد أمس الجمعة، عرض محتوى هذا المخطط بمناسبة مرور 7 سنوات على زلزال بومرداس المصادف ل21 ماي ,2003 . بحضور كل من وزير التضامن الوطني والأسرة والجالية الجزائرية بالخارج، جمال ولد عباس، إلى جانب مؤسسات المجتمع المدني وممثلي الهلال الأحمر الجزائري والكشافة الإسلامية الجزائرية، وفي هذا الشأن، التي أشاد الوزير بدورها الفعال في تسيير عمليات التضامن الوطني خلال الكوارث. ويتضمن هذا المخطط الإطار التنظيمي لتسيير الكوارث الطبيعية مستقبلا، من خلال إنشاء ثلاث خلايا تضامن على المستوى المركزي بالوزارة وعلى المستوى الولائي، وخلايا أخرى تسمى ''خلايا المنطقة'' المتضررة من الكارثة، مهمتها تقديم المساعدات الطبية والغذائية والنفسية للمواطنين المتضررين والتكفل بجميع انشغالاتهم. وفي السياق ذاته، تطرق منتدى ''المجاهد'' إلى موضوع تسيير الكوارث الطبيعية بالجزائر منذ سنة 1999 إلى يومنا هذا، والإنجازات الكبرى للدولة في مواجهة مخلفات هذه الأحداث، حيث أكد في هذا الصدد الوزير ولد عباس أن ''الجزائر تمكنت من مواجهة آثار مختلف الكوارث الطبيعية التي لحقت بها لوحدها بأموال الخزينة العمومية للدولة، دون تلقي أية مساعدات من الهيئات الدولية الرسمية، ماعدا المبلغ المالي الذي قدمه البنك العالمي إثر زلزال عين تيموشنت في ديسمبر سنة 1999 المقدر ب87 مليون دولار''. وقد أبرز شريط وثائقي أعدته وزارة التضامن الوطني كرونولوجيا الكوارث الطبيعية بالجزائر منذ سنة 1999 إلى جانب جهود الدولة في تضميد الجراح وإعادة بعث الحياة من جديد، بداية بزلزال 22 ديسمبر 1999 بعين تيموشنت بقوة 8,5 درجات على سلم ريشتر وخلّف 28 قتيل وأزيد من 200 جريح، وانهيار مئات المساكن والبنى التحتية القاعدية وتضرر 200 كلم من الطرقات، حيث قامت الدولة بعدها بإعادة بناء 3400 سكن بقيمة 413 مليار دينار، إضافة إلى بناء وإعادة ترميم المؤسسات التربوية والصحية وغيرها. تليه فيضانات 10 نوفمبر 2001 التي خلفت 746 قتيلا و125 مفقودا على المستوى الوطني، بينهم 713 قتيل و116 مفقود بولاية الجزائر لوحدها، وتم تخصيص 495.900.000.00.دينار للتكفل بعائلات الضحايا. تواصلت الحوادث الطبيعية لتُسجل الجزائر بتاريخ 6 مارس 2003 حادث سقوط طائرة جزائرية بتمنراست خلفت وفاة 103 أشخاص، وكلّف هذا الحادث خزينة الدولة 76.200.000.00دينار لتعويض عائلات الضحايا، وبعد مرور أزيد من شهر على هذا الحادث، لتستفيق الجزائر يوم 21 ماي على وقع زلزال ضرب بومرداس بقوة 8,6 درجات على سلم ريشتر، ومسّ العديد من الولايات المجاورة، مخلفا وفاة 1391 شخص وإصابة 3444 آخرين، إضافة إلى تضرر 357,84 سكن وتصنيف 886,10 سكن في الخانة الحمراء وتهديم 890 بناية قاعدية منها 64 مصنفة. ونظرا لهول الكارثة استدعى الأمر تضافر جهود جميع الجزائريين حكومة وشعبا لإنقاذ المواطنين الموجودين تحت الأنقاض وتقديم المساعدات، فسارعت الدولة بإنجاز 94 موقع لنصب المخيمات، ضمت 818,17 خيمة استقبلت 28 ألف عائلة و110 آلاف شخص. ثم إنجاز 100 موقع شاليهات ضمت 785,14 بناءا جاهزا جماعيا و682 بناءا فرديا، مع إعادة إنجاز 90 كلم من الطرقات و88 كلم من شبكة مياه الصرف الصحي و351 كلم من شبكة المياه الصالحة للشرب و194 كلم من شبكة الكهرباء، وغيرها من الإنجازات الأخرى مثل إعادة بناء المؤسسات التربوية والصحية والمؤسسات العمومية. كما أحصى الشريط التوثيقي العديد من الكوارث الأخرى، مرورا بسوء الأحوال الجوية بأدرار في أفريل 2004 ثم إليزي في 22 جوان ,2005 تيندوف 14 فيفري ,2006 زلزال بجاية 21 مارس ,2006 فيضانات غرداية 9 أكتوبر ,2008 وصولا إلى الزلزال الأخير الذي ضرب ولاية المسيلة يوم 14 ماي وخلف 3 قتلى و89 جريحا .