يعيش سكان قرية “ بن والي “ التابعة لإقليم بلدية كاب جنات شرق ولاية بومرداس على هامش الحياة..إذ يشكو قاطنوها نقصا فادحا في أدنى ضروريات العيش الكريم.كما أنهم يعانون ظروفا حياتية صعبة لتتلخص مطالبهم في مجرد انتشالهم من هذه الظروف القاسية التي جعلتهم يهرولون صوب البحر،على أمل منهم في الوصول إلى الضفة الأخرى و تفتح لهم أبواب الجنة على مصراعيها . تشكو قرية “ بن والي “ جملة المشاكل أثرت سلبا على السير الطبيعي للحياة الاجتماعية للسكان الذين يفتقرون لفرص التنمية لاسيما أن حياتهم بدائية أكثر منها عادية و تخلو من مظاهر التحضر..كما تنعدم بها المرافق الترفيهية التي من شأنها أن تمتص الكم الهائل من الشباب العاطل عن العمل و الذي ربط أحلامه بكيفية التحايل على حراس السواحل بميناء دلس و الابحار باتجاه جزيرة “ مايوركا “ الاسبانية .. فالسكان الذين يمتهنون الفلاحة و يعتمدون في سد رمقهم على خدمة الأرض و تربية الماشية قد أنهكتهم المصاريف الكثيرة و طلبات عائلاتهم التي لا يقوون على تلبيتها بالموازاة مع رفض الجيل الجديد إتمام مسيرة الآباء في تقييد حياتهم في هذه المنطقة و الاسترزاق من الأرض التي تتطلب جهدا كبيرا،في حين لم يستطع سكان قرية “ بن والي “ التخلص من المعاناة الدائمة و القساوة الشديدة،فالأيام بها صعبة خاصة في أوقات البرد القارس نظرا لانعدام التدفئة و بالتالي الاعتماد على الحطب الذي يتطلب من السكان عملا إضافيا فهم يتنقلون إلى الغابات المجاورة لجلبه دون مراعاة للمخاطر المحدقة بهم لاسيما و أن قارورات الغاز التي يتنقلون إلى البلدية لجلبها تكلفهم مبالغ باهضة و يمكن أن تؤثر على ميزانيتهم البسيطة التي لا يمكن أن تكفي كثيرين ممن يقطنون بالبلدية. كما أنهم يواجهون يوميا مشكلة انقطاع الماء الشروب و غيابه في كثير من الأوقات و أن كثيرا من المنازل لم يتم ربطها بشبكات المياه الصالحة للشرب الأمر الذي يجبر السكان على الانتقال إلى المناطق الأخرىالمجاورة البعيدة عنهم،و التي تتوفر على بئر وحيدة يرتوي منها أغلب السكان،حيث أصبح جلب المياه عملا يوميا يقومون به من جملة الأعمال الكثيرة الشاقة التي لن يستسيغوا تأديتها. من جهة أخرى يشكو سكان قرية “ بن والي “ من الوضعية السيئة للطرقات و التي طالها الاهتراء منذ مدة طويلة و أتت السنوات المتعاقبة على طبقات الزفت التي تآكلت كليا حارمين بذلك أصحاب السيارات الذين هم قلائل من حرية التنقل فهم يعانون من صعوبة السير خاصة أثناء فصل الشتاء الذي تتحول فيه جميع المسالك إلى حفر مملوءة بالوحل و برك من المياه التي تتجمع بفعل الأراضي الترابية المحاذية للطرق. كما أن الانقطاعات المتكررة للكهرباء تؤكد على بدائية المنطقة التي تكاد تستعين بالأساليب القديمة.كما أن الرياح القوية التي تجتاح القرية تؤدي دائما إلى انقطاعات و حرمانهم لساعات طويلة منها. و بين هذا و ذاك فإن مشاكل السكان و المتمثلة في التهميش و الإقصاء لا تقارن بالتهديدات اليومية لهم من طرف الجماعات الإرهابية التي تتخذ من القرية موردا لها في كل مرة تحتاج فيه إلى الأموال ولا تجد حرجا في رفع المبلغ إلى الملايير مقترحة في ذلك جمعه في أقل من أسبوع و إلا العمل على سياسة التصفية الجسدية أو الملاحقة المستمرة لهم للنيل منهم و هو ما جعل إمكانية تحسين الحياة المعيشية لهم ضربا من الخيال. ليعيش بذلك سكان قرية “ بن والي “ داخل سجن كبير تكثر فيه عيون الوشاة الحادقين الذين حرموهم من حقهم في التطلع لحياة أفضل..ليبقى أملهم هو التخلص من هذه المعاناة التي أحاطت بهم في كل جانب و جعلتهم يلجؤون إلى زوارق الموت هاربين بذلك من نمط معيشي سلبهم الكثير من الأحلام على أنهم لم يفقدوا الأمل في الاستيقاظ في أحد الأيام ليجدوا أنهم حظيوا بفرص كثيرة للتنمية في ظل الاستقرار الدائم في قريتهم .