تعيش مختلف بلديات ولاية الوادي هذه الأيام على وقع الاحتجاجات وأعمال الشغب التي تتجدد من يوم لآخر جراء الانقطاعات الكهربائية خاصة خلال فترة القيلولة التي حولت حياة سكان الوادي إلى جحيم. وأدت هذه الانقطاعات بالسكان إلى الخروج للشارع للتعبير عن غضبهم إزاء الحلول الترقيعية وإن وجدت التي تنتهجها السلطات، حيث اشتعلت بلدية تغزوت يومي الخميس والجمعة الماضيين على التوالي من خلال الحركة الاحتجاجية التي قام بها المئات من السكان على طول كيلومتر تقريبا من الطريق الوطني رقم 48 الذي يمر على هذه البلدية الواقعة على بعد 14 كلم شمالا، حيث أحرق الشباب الغاضب العجلات المطاطية مما شكل سحابة دخان أسود فوق المنطقة، كما قطع المحتجون الطريق الوطني لمدة فاقت الساعتين تقريبا. واستعمل المتظاهرون الحجارة والمتاريس لغلق الطريق، حتى تدخل رجال الأمن الذين فرقوا المحتجين الذين حاولوا الوصول إلى مقر البلدية وكذا المكتب الفرعي لمؤسسة سونلغاز قصد إحراقهما، لتتجدد نفس الحركة الاحتجاجية في اليوم الموالي وفي نفس الوقت تقريبا بعدما انقطع التيار الكهربائي خلال فترة القيلولة من يوم الجمعة وقت راحة أغلبية الأشخاص بما فيهم العمال، وكان القاسم المشترك بين اليومين حرق العجلات وتكسير بعض اللافتات وقطع الطريق الذي يفتح إلا بتدخل رجال الأمن. وفي بلدية البياضة 07 كلم شرقا خرج السكان عشية الجمعة في حركة احتجاجية وقاموا خلالها بحرق العجلات وقطع الطريق بعدما تسبب انقطاع التيار الكهربائي في حادثة محزنة اهتزت لها ولاية الوادي بأكملها، حيث أدى انقطاع التيار إلى وفاة رضيع واختناق والديه بسبب غاز السيارة، حيث بقي الرضيع ذو العشرة أشهر يصارع الحرارة المرتفعة التي بلغت درجاتها في الظل نحو 49 درجة مئوية، مما أدى بوالده وهو ابن نائب البرلمان محمود غربي رفقة زوجته للدخول إلى المستودع وتشغيل مكيف السيارة التي تسير بسير غاز، وبعد نوم الوالدين رفقة الرضيع طيلة مدة الانقطاع الكهربائي، تسلل الغاز إلى داخل السيارة فأدى بوفاة الرضيع واختناق الوالدين الذين تفطنت لهما العائلة في المساء، حيث سارعوا بهم إلى المستشفى في حالة خطيرة. وكانت هذه القطرة التي أفاضت الكأس وتسببت في حركة احتجاجية في هذه البلدية، كما عرفت عديد الأحياء في بلديات مختلفة نهاية الأسبوع الماضي وخلال اليومين الماضيين موجة احتجاج جراء الانقطاعات الكهربائية التي حولت حياة السكان إلى جحيم وجعلتهم يرحلون إلى مزارعهم خلال فترة القيلولة نظرا لبرودتها نوعا ما عن البيوت. كما تنذر الانقطاعات الكهربائية بولاية الوادي هذه الأيام بأزمة خبز، بعدما عزف جل الخبازون عن صناعة الخبز، حيث صرح العديد منهم بأنهم يخسرون أموالا طائلة بسبب الانقطاعات الكهربائية، خاصة عند تحضير العجينة وتركها دون طهي حتى تفسد في درجة حرارة مرتفعة، وعليها فإنهم فضلوا أخذ راحة حتى تجد السلطات حلا مناسبا يجنبهم هذه الخسائر مما ينذر بأزمة خبز كارثية تزيد من معاناة السكان الذين قاربوا على الانفجار. محمد نصبة