تستقبل الجزائر سنويا الآلاف من المغتربين القادمين إلى أرض الوطن لقضاء العطلة الصيفية بين أحضان عائلاتهم ورفقائهم وإن اختلفت الطرق التي يلجؤون إليها لاغتنام الفرصة تبقى الفرحة واحدة وأجواء الملاقاة تطغى عليها الحنين والاشتياق. انتقلت جريدة آخر ساعة إلى مطار رابح بيطاط لولاية عنابة لمشاركة بعض العائلات الجزائرية لاستقبال أحبائها الذين كانت في انتظارهم والشوق يعتلي وجوههم امتزج مع الرغبة العارمة في مرور تلك الدقائق قبل وصول الطائرة بالرغم من أن العديد منهم كانوا قابعين على كراسي المطار منذ ساعات عل هذه الأخيرة تسارع لتقرب لحظة اللقاء المنتظر. اهتزت أرضية المطار ما إن سمعنا بخبر وصول الطائرة القادمة من باريس فطغت على القاعة تحركات وأحاديث فبدأت العائلات بإطلاق النظرات يمينا وشمالا باتجاه بوابات قدوم المسافرين وما إن وطأت أقدام أول الوافدين حتى تحول المطار إلى زوبعة من الزغاريد والنداءات وكأن إشارة الإنطلاق أعلنت عن بدايتها ولم تتوقف حيث توالى دخول المغتربين القادمين من فرنسا عبر طائرة باريس عنابة التي حملت على متنها العشرات من الجزائريين المغتربين الذين كانوا يطوقون لمعانقة أحبائهم فما أن تطال أعين القادمين على أحد أفراد عائلته حتى تنهمر دموع الفرح من عينيه غبطة واشتياقا فبدا المشهد مثيرا متناسقا بيين جميع أرجاء المطار وعمت عليه أجواء من السعادة والفرح فيخيل للناظر كأنه عرس بهيج تتخلله الزغاريد التي أعطت للمكان معنى آخر لاسيما وأن ألوان العلم الوطني طغت على المكان وكأنما رغب الحاضرون في التعبير عن مدى حبهم واشتياقهم لأرض الوطن. الغربة صعيبة والملاقاة حلوة لم تتمكن الخالة فوزية من العودة إلى أرض الوطن لأكثر من 4 سنوات وذلك بسبب ظروف الحياة على حد تعبيرها فتكاليف العودة أصبحت ترهق كاهل المغتربين وتجعلهم يعزفون عن المجيء بالرغم من اشتياقهم الكبير لذلك حيث عبرت لنا فوزية عن مدى رغبتها في قضاء العطلة الصيفية مع العائلة والأصدقاء الذين حرمت من رؤيتهم منذ وقت طويل وهذا ما جعلها هي وعائلتها رغم الظروف المعيشية الصعبة يصممون على القدوم ولو لفترة قصيرة لمقاسمة أحبائهم بعض ليالي الصيف الجميلة على شواطئ عنابة بحيث عبر لنا الابن رمزي عن اشتياقه الكبير للسهرات بشواطئ عنابة والاستمتاع بأشعة الشمس بالجزائر. وهذا ما اضطرهم على حد تعبيرهم لاتخاذ سياسة التقشف في المصروف لأجل توفير تكاليف الرحلة والإقامة والاستمتاع بالعطلة الصيفية إلى جانب عائلتهم الكبيرة . إجراءات مريحة إلى رحلة أحبة عبر الحاج ناصر عن سعادته الكبيرة لوصوله إلى البلاد بسلام كما تطرق في حديثه إلى حفاوة الاستقبال الذي حضوا به سواء من طرف عائلاتهم أو المسؤولين عن الإجراءات الخاصة بالسفر حيث وصفها بأنها تتحسن بصورة مستمرة عاما بعد عام وهذا ما يحفزهم كمغتربين للعودة إلى أرض الوطن دون مواجهة صعوبات لاسيما مع الاكتظاظ الكبير الذي تعرفه المطارات والموانئ بسبب العدد الكبير للمغتربين الراغبين في قضاء عطلة فصل الصيف بين أحضان عائلاتهم لكن الإجراءات الخاصة بهذه الرحلة وصفها الحاج ناصر بالمريحة والسهلة وأن الأعوان تعاملوا معهم بطريقة جيدة وسهلوا لهم العمليات الخاصة بنقل الحقائب والتي على عكس السنوات الفارطة لم تستغرق وقتا طويلا وهذا ما استحسنه المسافرون وأثار ارتياحهم إلى جانب ظروف الرحلات الجيدة والخدمات المتعلقة بها. الزيارات أولى الأولويات تطرقت سارة إلى أحاديث بنات عمها منذ صيف العام الفارط وهذه الفترة من العام بمثابة شاحن للبطارية لبقية الأشهر بالتالي فهي تعتبر زيارة الأقارب من ضمن أولوياتها برفقة عائلتها لأن تلك اللحظات لا تعوض بأي شيء آخر هذا ما جعلها تدخل في سرد تفاصيل أحاديثها هي وعائلتها لاسيما عند تطرقهم إلى الدعوات التي يتلقونها بصورة مستمرة من طرف عائلاتهم وهذا ما يمنح لهم فرصة التنقل عبر البقاع المختلفة للمدينة إضافة إلى إمكانية رؤية جميع أفراد عائلاتهم وتغيير الأجواء التي تسود العطلة لاسيما وأنهم يتواعدون للتلاقي وإقامة احتفالات وسهرات جماعية وهذا ما يزيد من حلاوة العطلة. رحلة البحث عن عروس عودة محمود هذه الصائفة كانت لهدف واحد وهي إيجاد زوجة تقاسمه أعباء الحياة وصعوبة الغربة لاسيما أنه كما يقول في سن يتوجب عليه بناء أسرة والاستقرار خصوصا وأنه في بلد غريب يعيش الوحدة ويشتاق الأحبة بالتالي فإن الزوجة ستكون بمثابة المؤازر له في وحدته ورحلته لضمان مستقبل أبنائه القادمين بالتالي أصبح بالنسبة إليه ضرورة تفرضها عليه الظروف والضغوطات فعبر محمود عن رغبته الشديدة في تكوين أسرة والعودة إلى أرض الوطن بصورة كلية لتربية أبنائه بأرض الوطن . مزيج اللقاء والفراق امتزجت دموع الفرح باللقاء بدموع الاشتياق والفراق في مطار رابح بيطاط الدولي بعنابة وذلك لتلاقي طائرتين تقريبا في نفس الموعد الأولى قادمة من كندا والثانية مغادرة مباشرة إلى العاصمة الفرنسية باريس فكانت الأجراء متضاربة إن جمعتها مشاعر اللوعة بحيث كانت الفئة القادمة تستقبل بالزغاريد والهتافات في حين كان المغادرون تتلألأ أعينهم من بالأحاسيس التي امتزجت بين الرغبة في البقاء وضرورة العودة إلى الغربة . طيار ليلى