توافد صبيحة اليوم الأحد عدد من أصحاب الجبّة السوداء بالإضافة إلى الأطراف المدنيّة على مجلس قضاء عنابة من أجل إلقاء نظرة على جلسة محاكمة الشاب الذي أزهق روح طليقته بطريقة وحشيّة في حيّ مرزوق عمار التابع لبلديّة سيدي عمار فتحت هيئة محكمة الجنايات الإبتدائيّة اليوم ملفّ جريمة القتل البشعة التي راحت ضحيّتها أم لثلاثة أطفال بعد أن وضع طليقها حدّا لحياتها عن طريق ذبحها أمام مرأى أبناءهم وتركها غارقة في دمائها، علما وأنّ "آخر ساعة" تطرّقت حينها لكافة وقائع الحادثة الأليمة التي تعود إلى يوم 14 نوفمبر المنصرم حين تلقّت عناصر الفرقة الإقليمية للدرك الوطني بالقنطرة مكالمة هاتفية من طرف العيادة متعددة الخدمات بحجر الديس مفادها استقبالهم للمسماة "ش.ه" التي تلقّت طعنة بواسطة أداة حادة على مستوى رقبتها من طرف طليقها المسمى "ع.خ.ه"، وعليه تم التنقل لعين المكان أين تبيّن أنّ المرحومة تمّ نقلها لمستشفى ابن رشد الجامعي، قبل أن يقوم الجاني بتسليم نفسه لمصالح أمن ولاية عنابة، هذا وفي سياق متّصل فقد مثل الجاني أمام هيئة محكمة الجنايات الإبتدائيّة التي استمعت إلى أقواله التي كشف من خلالها أنّه كان في خلاف مع زوجته "ش.ه" التي رفعت ضدّه قضيّة خلع صدر على إثرها حكم بفك الرابطة الزوجية أين بقيت تقطن رفقة أولاده بمنزل والديها المتواجد على مستوى حي القنطرة مرزوق عمار ببلدية سيدي عمار، مضيفا من جهته أنّه حاول مرارا وتكرارا إصلاح علاقته بها وإعادتها إلى منزلها من خلاله طلبه الدائم لها عن طريق الهاتف المحمول بالإضافة إلى رسائل نصيّة حثّها من خلالها بفكّ المشاكل الحائمة بينهما مع أمله في رجوعها له من جديدي لتعود المياه إلى مجاريها غير أنّ جلّ محاولاته المنصبّة أساسا في لمّ شمل العائلة من جديد باءت بالفشل في ظلّ رفض المرحومة الفكرة جملة وتفصيلا، وهو الأمر الذي أدخله حسب تصريحاته في دوّامة من الغضب الممزوج بمرارة الصّدمة وأصبح يعاني هذا الأخير من صراع نفسي جعله يخطّط للانتقام منها وقتلها إلى غاية قدوم الفرصة، حيث اتّصل بها هاتفيا مساء اللّيلة التي سبقت وقوع الجريمة حين كان متواجدا بمقر سكنه وسط مدينة عنابة أين تبادل أطراف الحديث معها واتّفق معها على الإلتقاء بمنزل والديها في اليوم الموالي وبعد الانتهاء من المكالمة أحضر سكين من الحجم الصغير وخبأه بجيب معطفه بغرض الاعتداء عليها، فيما أثبتت التحقيقات الأمنية أنّه وفي صبيحة يوم الوقائع اتصل بها وأخبرها أنه قادم لمنزلها بغرض تسليمها المبلغ المالي اتّفق على تسليمها إيّاه وعند وصوله اتصل بها وأخبرها أنه بجانب المنزل أين فتحت له الباب ليقوم بإشهار السكين ذذبحها بواسطته قبل أن يلوذ بالفرار نظرا لشدّة الهلع متوجّها نحو مدينة عنابة وهناك سلم نفسه لمصالح الأمن، تجدر الإشارة من ناحية ثانية أنّ والدة الضحية أوضحت أثناء الإستماع إلى تصريحاتها أنها كانت في المطبخ لتسمع طرق الباب عندها توجه حفيدها لفتح الباب وعند فتحه وقف المشتبه فيه ينظر إلى طليقته قبل أن يقترب منها بخطوات بطيئة ووجّه لها طعنة غادرة أصابتها على مستوى رقبتها ولاذ بالفرار بعد اقترافه الجريمة، يجدر الذكر من ناحية ثانية أنّ ممثّل الحقّ العام التمس تسليط عقوبة الإعدام ضدّ الجاني الذي سلّكت في حقّه مساء اليوم هيئة محكمة الجنايات الإبتدائيّة عقوبة 20 سنة سجنا نافذا بعد تدقيقها النظر في وقائع ملفّ الجريمة التي اهتزّ لها سكان ولاية عنابة وجلّ من بلغت إلى مسامعه حيثيات الواقعة البشعة.